هل قدمنا لتبوك ما يكفي ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
لعلي أستعير عنواناً جميلاً لحملة إنسانية مباركة أطلقها شباب وفتيات مدينة جدة من أجل مساعدة أهالي تبوك الذين تضررت مساكنهم نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدى هطولها بشكل متواصل إلى توقف عجلة الحياة في مدينة تبوك , « تبوك مثل جدة « من هذا العنوان انطلقت المناشدات في مواقع التواصل الإلكتروني لحث أهالي مدينة جدة على إرسال ما يستطيعون إرساله من مساعدات غذائية أو مالية أو ملابس و بطانيات تمنع عن أهالي تبوك ولو قليلاً من البرد , كان لهذه الحملة صدى كبير وهو ما دفع بسُكان المدن الأخرى إلى الطلب من القائمين عليها بأن تكون حملة يساهم الجميع فيها بدلاً من أن تكون حكراً على سُكان جدة حتى يشعر أهالي تبوك أنهم ليسوا وحدهم و أن الجميع بلا استثناء يقف بجانبهم حتى زوال هذه الشدة , أثبتت هذه الحملة أن مجتمعنا يدعم وبقوة العمل التطوعي الخيري والذي غالباً ما تكون شرارته الأولى من أفراد بسطاء لا ينطلقون بأمر من مؤسسات حكومية ولا شركات خاصة كما كانت فكرة حملة « تبوك مثل جدة « والتي وقفت وراءها المتطوعتان الدكتورة غادة غنيم و العنود با صليب , هذه الحملة الكبيرة بنواياها الطيبة وجهود أفرادها العظيمة هل تجاوزت في وقفتها مع أهالي تبوك جهود بعض الشركات العملاقة و البنوك ورجال الأعمال السعوديين والذين كان ينتظر منهم سرعة المشاركة وبلا تردد في تقديم المساعدة ؟ على ما يبدو أن ذلك حدث , فلم نسمع بعد عن أن أحداً من أهالي تبوك حصل على مساعدة من أولئك الذين كسبوا ثرواتهم الطائلة من ظهور مواطني هذا البلد , جميع دول العالم حين يتعرض جزء منها لكارثة طبيعية نجد التفاعل السريع من جميع طبقات المجتمع هناك من مشاهير رياضة و فن و رجال أعمال و مؤسسات خاصة وهم ينطلقون في ذلك من أن لهذا المجتمع فضل كبير عليهم في ما قد وصلوا إليه و أنهم لا بد أن يكونوا أوفياء لهذا الجميل , إنه عمل إنساني مشرف , ليت شباب جدة يتبرعون لأولئك المترددين في مساعدة أبناء تبوك بدروس أخلاقية مكثفة في العمل الخيري التطوعي , فما أحوجهم إليه.
[email protected]
التصنيف: