[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

في ظل العديد من الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها بعض الدول العربية التي اعتادت أن تستقبل عدداً كبيراً من السواح القادمين من كل مكان وفي الطليعة مصر ولبنان وسوريا أصبح السواح وبالذات الذين يفضلون قضاء اجازاتهم الطويلة, والقصيرة, في احدى الدول العربية, يواجهون حيرة في اختيار الجهة المناسبة لسفرهم لقضاء اجازاتهم. معظم السواح العرب اتجهوا الى ماليزيا, وآخرون قصدوا تركيا, أما الذين أصروا على أن تكون وجهتهم الى إحدى الدول العربية فقد اتجهوا جميعاً الى دبي في الامارات العربية المتحدة, ومعظم هؤلاء اصطحبوا عائلاتهم لان السياحة في دبي 70% منها على الأقل تعني التسوق داخل المولات الضخمة .لكن مشكلة دبي أن أسعارها عالية جداً, وأسواقها نار, ويحتاج المتسوقون في دبي الى عشرات الآلاف من أجل اختيار ما يريدون, وما يشتهون. وبالنسبة للسواح السعوديين بالذات فإنهم يقارنون بين أسعار مولات دبي وبين أسعار مولات جدة – مثلا – فيجدون أن الاسعار في عروس البحر أرحم من أسعار دبي في كل الأحوال, فلا تنوب معظمهم سوى \”الفرجة\”, أما إذا ما حاولوا الاستمتاع ببعض الأماكن السياحية \”الهاي\” فإنهم سيصابون بالإغماء نظراً للأسعار المذهلة لتلك المدن السياحية والتي تصبح أبداً حكراً على أصحاب رؤوس الأموال الباهظة. وهناك مسألة مهمة لابد من التأكيد على أن السواح أول ما يطلبون هو الشعور بالأمن والأمان لتوفير الاحساس بالرضا والراحة بعيداً عن القلق والتحسب لأي مجهول, وهذا ما يفسر إحجام الناس في السفر الى مصر الشقيقة وسط ظروفها الصعبة والقلقة, وغير المستقرة حتى الآن, والسائح لا يقبل ولو كانت نسبته 1 % لانه يريد أن يستمتع بإجازته, ورحلته, وينتقل , على راحته دون أن يشغل باله بأدنى شيء. وفي هذا السياق فإن الحال في سوريا أكثر خطورة, واشتعالاً, وفي لبنان أكثر قلقاً, وارتباكاً, ومن غير المقبول أن يعرض الانسان نفسه وعائلته للخطر حتى ولو كانت نسبته كما قلنا 1% فالهدف من السفر هو الاستمتاع والترويح عن النفس والشعور بكسر الروتين والرضا بالأجواء الهادئة, والجميلة, والرحبة.ومادمنا نتحدث عن السفر, والرحلات, فيجدر بنا أن نتساءل: ماذا يريد السائح من رحلته؟ أي شيء يستهويه, ويفوز باهتمامه, فيختار على ضوء ذلك هذا البلد, أو ذاك؟.
إن معظم السواح مولعون بجمال الطبيعة, وبالأماكن السياحية الخلابة, ويريدون من الدول السياحية الاهتمام بالبرامج المسلية, والتي تضيء النفوس بالرضا والحبور, أما اذا ما أردنا أن نتحدث عن الرجل وحده, وعن المرأة وحدها, فإن معظم الرجال مولعون بالسهر, فيما كل النساء دون استثناء يمتن حباً في الأسواق ولو قلت لهن اقضين كل الرحلة في الأسواق لقبلن دون تردد, ورحلات سعيدة.
آخر المشوار
قال الشاعر:
عايزنا نرجع زي زمان
طب قول للزمان إرجع يا زمان
وهات لي قلب لا داب ولا حب
ولا إنجرح ولا شاف حرمان

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *