[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. إبراهيم الدعمة[/COLOR][/ALIGN]

اختلاف الناس طبيعة بشرية جُبِل الناس عليها، ولو أرادهم الله عز وجل أمة واحدة لكان ذلك، ولكنهم سيبقون مختلفين حتى يرث الله تبارك وتعالى الأرض وما عليها، ولذلك خلقهم.
هذا الاختلاف محترم ومُقَدَّر عند كل ذي لُبٍّ وبصيرة ما دام لم يصل إلى الخِلاف والشقاق، فإذا وصل إلى أن يكون خلافاً وشقاقاً فعند ذلك يتحول إلى نزاع، وهذا ما يكون نتيجته الفشل وذهاب القوة والتأثير، وتكون الخسارة للجميع؛ لأن الثمن سيكون خسارة المنجزات والمقدرات والثروات والطاقات.
لماذا لا يبحث المسؤولون عن نقاط اللقاء والاتفاق مع شعوبهم، ويعذروهم فيما يكون فيه إعمالٌ للعقل ما دام أنه مبني على حسن النية وصدق التوجه وصوابية القصد؟ أليس هذا أقوم من أن يكون البديل فوضى وتعطيل ومناكفات وغير ذلك؟ لماذا لا يعتبر المسؤول نفسه واحداً من مواطني بلده، ويكون شعاره «ولّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتم منّي خيراً فأعينوني، وإن رأيتم بيَّ اعوجاجاً فقوموني»، أليس هذا أفضل من التعامل بشوفينية وعاجيَّة وتفرد؟!
شعوب الأرض تقدمت وتطورت بإعمال عقولها، والاستفادة من قدرات ومهارات أبنائها، والتخطيط لمستقبلها، واستغلال مواردها، تعاملوا مع المسؤولية على أنها تكليف وليس تشريف، يستبدلون رئيساً برئيس ووزيراً بوزير بنسبة 1% من الأصوات زيادة على منافسه، ويبادر الخاسر إلى تهنئة الفائز مباشرة بعد صدور النتيجة، ونحن ما زالت لغتنا التخوين والتجهيل وإساءة الظن فإلى متى؟!
انتخابات الدول التي تحترم شعوبها يكون الجميع حريص على المشاركة بها، ونحن نحتاج إلى دعاية انتخابية على كل المستويات لحث الناس على المشاركة، فأين الخلل؟! أيعقل أن تبقى رؤوسنا في الرمال، وعنزة ولو طارت؟! وهل يعقل أن تبدأ مسيرة إصلاح دون أن يكون هناك توافق من غالبية مكونات الشعب على وضعها بالإطار السليم؟ وماذا أفرزت مجالس نوابنا التي جَرَت انتخاباتها دون توافق، ولِمَ نضطر إلى تسريح هذه المجالس عند مواجهة الخلل، وكأننا في عصور المحاولة والخطأ «الذي يجرب المُجَرَّب عقله مخَرَّب» كما يقولون؟
كفانا عبثاً بأوطاننا ومقدراتها، والحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى بها، ولننظر إلى دول وشعوب كانت قبل سنوات ليس لها وزن على الساحة العالمية، والآن تزاحم دولاً كبرى بصناعتها وتطورها ونموها، واليابان وألمانيا كانتا بعد الحرب العالمية الثانية كحلب وحمص وحماة زعيم المقاومة والممانعة حالياً! ولا يخفى حالهما الآن وما وصلتا إليه، فماذا ينقص دولنا وشعوبنا؟! وهل يعقل لحكومة تريد الإصلاح أن تبقى موازناتها لا تُقَرّ إلا بعجز، فكيف سيصلح العاجز حاله؟! وإن كانت دولة لا تستطيع تقنين موازنتها بـ5.4% أو 8.9% وهذا يعني ارتفاع المديونية طبعاً، فكيف سنتوقع تنمية ونمواً؟!
تعالوا إلى كلمة سواء، ولتكن مشاركة الجميع في النمو والبناء، وليكن العمل والفِعل والكفاءة هو مقياسنا للانتماء، ويكفينا إصراراً على أن تبقى جهودنا هباء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *