جمعية الثقافة والفنون .. اسمعوني

• عبدالرحمن آل فرحان

[COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR]

تظل مسألة العمل الإبداعي دليلاً واضحاً لحركية الشعوب وتطورها ورافداً حيوياً لثقافتها وحضارتها، الأمر الذي يدعو إلى وجوب الاهتمام بالإبداع والمبدعين سواء على الصعيد المحلي من خلال حكومات الدول أو على الصعيد العالمي من خلال المنظمات الدولية، ولأن الفن التشكيلي يعد أحد أهم صور العمل الإبداعي في المجالات الإنسانية فكان لزاماً أن يكون هذا الفن على رأس الاهتمامات لما لهذا الفن من انسحابات وآثار على الصعيد الفكري والاجتماعي إذ يجب أن يحظى المبدع في هذا الفن بشتى أساليب التقدير والاحترام سواء لشخصه أو لأعماله الإبداعية، وهذا ما يفترض أن نتلمسه إزاء الفن والفنان التشكيلي السعودي.
منذ اليوم الذي تشكلت فيه الجمعية السعودية للثقافة والفنون عام 1393هـ ونحن نتطلع إلى أدوارها وما يفترض أن تضطلع به مع المبدع التشكيلي سيما فيما يخص التأريخ والتوثيق وحفظ الأعمال التشكيلية وفهرستها بالشكل الذي يقترب من محاذاة ما تقوم به الكثير من الدول المتقدمة تجاه الفن والفنانين، فهناك العديد من الخطوات التي لا نرى لها وجوداً كان يجب أن تقوم الجمعية منذ بدايات تأسيسها، والتي من أهمها، أولاً : إنشاء أكاديمية متخصصة بالفنون الجميلة تحتضن المواهب وتصقلها لتكون رافداً مهماً بالمبدعين المتسلحين بكل معارف وأبجديات العمل التشكيلي الأكاديمي، بدلاً من ترك المسألة لاجتهادات الموهوبين الفردية التي غالباً ما تصطدم بالتحديات المجتمعية وتتبخر مع ضنك المعيشة وقلة ذات اليد. ثانياً : إنشاء موسوعة مصورة عن الفن التشكيلي السعودي تحصر أعمال جميع الأعمال الفنية سواء للرواد في هذا المجال أو المعاصرين وتستوعب كل عمل حديث يتجدد في المستقبل، على أن تشمل الموسوعة كل البيانات الواجب توافرها مع كل عمل فني كالأبعاد والخامات والتأريخ واسم صاحبها وعنوان العمل وخلافه. ثالثاً : إنشاء متحف ضخم يسمى ( المتحف الوطني للفنون ) يشتمل على عشرات المعارض مصنفة حسب المدارس التشكيلية المعتبرة تحتضن كل الأعمال الفنية للسعوديين بعينها سيما التي تخص المتوفين الذي خلفوا وراءهم تركة ضخمة من اللوحات والمنحوتات ذات القيمة الفنية العالية والتي ربما قد تتعرض للتلف أو الضياع إن بقيت تتلقفها أيادي ذويهم وأقاربهم، أو حتى الأعمال الفنية المهداة من فنانين غير سعوديين للملوك والأمراء والوزراء وغيرهم مما يجب حفظه والاهتمام به كونها تعكس مراحل مفصلية من التأريخ العام للدولة.
ولأنني أعي أن ما ذكرته أعلاه .. ربما يكون فوق طاقة وإمكانات الجمعية السعودية للثقافة والفنون، فإنني أؤكد على فكرة الاستثمار خاصة بالنسبة للموسوعة ومتحف الأعمال التشكيلية،فالقطاع الخاص قد يجعل من الأمر في غاية السهولة والمرونة، بل وربما يدفع بالعمل الإبداعي السعودي في مجال الفن التشكيلي إلى الريادة ليس على المستوى العربي بل وعلى مستوى العالم، وكل ما يتطلب لتحقيق هذه الريادة هو أن نعي قيمة هذه الإبداعات الفنية والتعامل معها على أنها ثروة للأجيال القادمة وإنما نحن مجرد مؤدين لأمانة حفظها وتوثيقها من أجلهم.
twitter: @ad_alshihri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *