[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي \”تويتر\”، قال معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة: شعور رائع أن أقود سيارة كتب عليها (صنع في السعودية). وهي تغريدة أطلقها الوزير الربيعة بعد تدشينه في الدمام يوم الأربعاء الماضي أول مشروع صناعي لانتاج سيارات لشركة عالمية داخل المملكة.
الوزير الربيعة وهو يقود بنفسه أول شاحنة من إنتاج المصنع في المملكة، أكد أن هذه هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل بالنسبة إلى صناعة السيارات في المملكة والتي تمثل جزءاً من حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بأن تكون المملكة دولة صناعية متقدمة.
وهذا الحلم يعود إلى عام 1998م إبان الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى اليابان.. الدولة ذات الوزن الاقتصادي البارز، ولقائه آنذاك مع الرؤساء التنفيذيين للشركات اليابانية العملاقة، وتأكيده على ضرورة نقل التقنية من الشرق إلى بلادنا وتوطينها، كأحد أهم التوجهات الاستراتيجية في تنويع مصادر الدخل، وزيادة الاستثمار الصناعي بالمملكة، وتوفير العديد من الفرص الوظيفية المناسبة للشباب السعودي. ومما لا شك فيه فإن هذا التوجه الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين يهدف إلى توسيع قاعدة الصناعة في البلاد، ويدعو إلى استقطاب الاستثمارات الصناعية الأجنبية ودخول الشركات العالمية لإنتاج السيارات إلى السوق المحلي في المستقبل القريب ثم البعيد.
مصنع السيارات بالمنطقة الشرقية يمثل رافداً جديداً للاقتصاد الوطني، ويهدف إلى تشجيع ودعم الاستثمار السعودي والأجنبي في قطاع السيارات بشكل أكبر، وسيعمل المصنع على عدة مراحل لتطوير الطاقة الإنتاجية حتى تصل إلى 25 ألف شاحنة سنوياً بحلول عام 2017م، وسيعمل المصنع على توفير 800 فرصة عمل خلال الفترة القادمة، وتصدير نسبة 40 في المائة من إجمالى الإنتاج إلى الأسواق العالمية، و نحن متفائلون بلا شك في قدرة القائمين على هذا المشروع على تدريب وتطوير الكوادر السعودية لقيادة دفة هذه الصناعة الناشئة التي تهدف إلى توطين الصناعة في المملكة، واستقطاب مشاريع عالمية صناعية متخصصة في المدن الصناعية المنتشرة في أنحاء المملكة لخلق قاعدة صناعية قوية تسهم في متانة الاقتصاد السعودي.
إن هذا المشروع الملموس جعلنا نؤمن بأننا قد اجتزنا مرحلة التمنيات إلى مرحلة الإنجاز حول صناعة السيارات في المملكة، وأعطانا جرعة كبيرة من التفاؤل عن مستقبل هذا الاستثمار المجدي للسوق السعودي، وما نأمله حقاً هو أن يكون هذا المنجز الصناعي الوطني مقدمة لإنشاء مصانع أخرى تتعلق بصناعة السيارات وقطع الغيار، لتسهم في تقليل حجم الواردات، وأن توفر فرصاً جديدة لصناعات أخرى، تعمل على نقل التكنولوجيا إلى السوق السعودي، وتطوير قطاع الإنتاج.
كاتب وباحث أكاديمي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *