[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلمان السليطي[/COLOR][/ALIGN]

مما لا شك فيه أن أحدا منا لا ينكر أن نعمة السيارة تعد من أكبر النعم في الحياة فهي تمثل الدابة التي تحملنا من مكان لآخر يصعب الوصول إليه إلا بشق الأنفس لكن الكل يعلم أن وسيلة النقل والتنقل لها منافع كثيرة وبما أن لها منافع لها أضرار أيضا وأن هذه الوسائل تشهد على فضل الله على الناس (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه).
وتلك الآلة البسيطة التي لا تفارق أحدا منا بل لا يمكن لأي منا أن يستغني عنها لأنها رفيق الطريق فنحن بحاجة ماسة للوقاية من بعض المفاسد والآفات التي يمكن أن يسببها هذا الشبح الخطير ولا بد من التعرف على طرق استخدام هذه الوسيلة بما يحقق الانتفاع للجميع دون الأذى.
قبل فترة وجيزة سمعت أن أحد الشباب الذي لا يتعدى عمره 16 عاما تسبب في حادث سيارة لأسرة دمرت سيارتها وتعرضوا جميعا لإصابات بالغة أقل مما تعرض له الشاب السائق وسؤال يدور في بالنا: أين دور الأسرة في استخدام هذه السيارات دون الحيازة على رخصة السواقة ولم هذا الإهمال في الانتباه لهذا الشاب وأيضا لا ننسى الأضرار المادية للعائلة وللطريق العام.
سمعنا عن الحوادث التي وقعت بسبب استخدام السائق للجوال وهو يقود السيارة وما حصل مع الشاب الذي كان يكتب رسالة حيث ارتطمت سيارته بالطريق ثم سيارة تلك العائلة.
وللأسف الشديد هناك ظاهرة خطيرة لا بد من التوقف أمامها والعمل على معالجتها بالطرق الحكيمة حيث نرى بعض الشباب المتهور يقوم بالاستعراض بسياراته على كورنيش الدوحة وبعض الطرق المكتظة بالسيارات وتزداد حفيظتهم في الاستعراض حينما يرون بجوارهم سيارة يستقلها مجموعة من الفتيات، الأمر الذي قد يسفر عن وقوع حادث تصادم ويكون ضحيته أناس أبرياء.
فالقضية ليست في سلوكيات الشاب بمفرده ولكنها قضية مجتمعية الجميع يشترك فيها سواء من الأسرة أو المدرسة أو وسائل الإعلام أو الجهات المعنية لذلك فقد آن الأوان للتحرك ومواجهة هذه الإشكاليات قبل أن تتحول إلى ظاهرة يصعب السيطرة عليها، ونحمد الله تعالى أن لدينا الكثير من الشباب الواعي من أبناء الوطن الذي يتحمل المسؤولية تجاه تلك السلوكيات الخاطئة التي قد تودي بحياة الكثير منا.
ونحن إذ نتمنى على جميع وسائل الإعلام توعية أبنائنا بعدم الانسياق وراء السرعة القاتلة وأن ينتبه الآباء لأولادهم وعند تسليمهم السيارة قبل الانتهاء من مرحلة الثانوية، فما المانع من تخصيص برنامج أسبوعي عن المرور وليكن اسمه \”يوم المرور\” أو \”وقفة مع المرور\” أو \”حق الطريق العام\” وغيرها من المسميات الكثيرة الأخرى التي قد تطلق على هذا البرنامج الذي يضم كل الأمور المتعلقة بالمرور مع رصد حوادث معينة ووضعها على الشاشة لتكون نوعا من التحذير، حيث يكون هذا البرنامج وسيلة من وسائل التوعية الحديثة بالحوادث المرورية ويكون بمثابة المرشد الحقيقي لقائد السيارة ونتمنى أن يلاقي هذا الاقتراح الاهتمام لأن مشكلة المرور بكافة أشكاله وأنواعه أصبحت من المشكلات الرئيسية في حياتنا، ولا بد من العمل سويا على نشر التوعية الدائمة وبكافة الوسائل عن الحياة المرورية من أجل أبنائنا، ومن أجل مجتمع خال من الحوادث قادر على مواجهة تحديات العصر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *