[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

عندما يُرسخ المجتمع مفهوماً حياتياً ضيقاً في دهن خلايا المجتمع (أفراده) منذ الصغر ويؤكد هذا المفهوم عند الشباب نكون بهذا الفعل قد صنعنا المشهد العام الذي للأسف قد يتضرر منه الوطن، من هذه المفاهيم ضيقة الرؤية والتي تعتبر الوباء الأخطر على الاقتصاد والأمن الوطني وتؤثر بشكل مباشر في كثير من مفاصل الحياة هو الإصرار المتفاقم في أن يكون الشاب أو الشابة يحملون شهادة جامعية يصورونها لدى النشء على أنها الغاية التي بدونها لا يصبح فردا عليه القيمة.
الأم تُعرف ابنها بأنه جامعي وهذا يكفي لها ولوالده وللأسرة بصرف النظر عن التخصص، هل يجيد ما يحمل شهادته أم أنها مجرد شهادة لم تضف أي شيء لحاملها غير مسمى جامعي، لا يهم إذا كان سيبني مستقبله على هذا التخصص الذي تخرج منه ومدى حاجة السوق له، ولهذا لا يهتم الطلاب في اختيار التخصص أو التخطيط له لأن الرؤية ضيقة الهدف بحمل الشهادة وليس ماذا سنفعل بها.
كان الغالبية يظنون أن الوظائف الحكومية هي الأعلى دخلاً فيدفعون بأبنائهم للجامعة لضمان وظيفة حكومية، لكن الواقع أثبت بدون جدال أن الأعمال الحرة هي الأكثر دخلاً، تنوعاً ووفرة، الجميع يشكو من الوضع المالي والجميع يتبع نفس الخطوات دون اعتبار لنتائج السابقين ممن حملوا الشهادات وتجدهم عاطلين إما بسبب أن التخصص أصبح عرضه أكثر من الطلب أو لأن الشاب و الشابة فقط حصلوا على الشهادة بدون فهم وتعلقوا بالتخصص ولهذا عندما نزلوا لسوق العمل وبخيبتهم فقدوا الأمل.
هنالك مسؤولية كبرى على المنزل، المدرسة، الإعلام الذي لا يركز على توضيح الاختلاف الذي أحدثته الحضارة بحيث تحول التركيز إلى الإجادة سواء بشهادة أو بحرفة توفر الدخل وزيادة، عدم تشجيع الجامعات للتركز على عدد الخريجين وليس جودتهم ونوع تخصصهم الذي سيسعدهم أو يتعسهم.
لابد أن تسخر كل الجهود لتغير مفهوم النجاح عند الفرد ليتماشى مع لغة العصر التي تعتمد على القدرة المالية التي تحقق السعادة والرفاهية التي ينشدها الجميع وليس على القدرة الخداعية في الحصول على شهادة لا يستفاد منها لأنها أصبحت عادة يجب ممارستها ويتحول الغالبية بين عاطلين، فقراء ومحتاجين في حين أن هنالك من يأتي للبلاد زائراً بدون شهادة أو دراجة، يتعلم الحرفة هنا ويخرج بعدها بسنوات قليلة وهو يحمل أموالاً مستحقة من هنا تجعله يؤمن مستقبله هناك لأننا هنا نريد أن نكون جامعيين وبالملف العلاقي متجولون، وبهذا ينحرف الاقتصاد ويضيع الشباب ونحن مسؤولون عن الأسباب.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *