[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]

فيما مضى وتحديداً قبل أكثر من 15 سنة كانت الأغاني لا تشكل قلقاً بالنسبة للمجتمع والأسرة فقد كانت إلى حد ما أقول إلى حد ما (ملتزمة) إنما كان القلق الأسري يدلف إلى قلوبنا من باب الأفلام سيما تلك الأفلام المتخمة بمشاهد (قلة الأدب) أثناء تجسيد المواقف العاطفية الملتهبة والتي كانت عادة تترنح ما بين التلميح والرمزية ، فعلى سبيل المثل.. يركز المخرج على عيني البطل وهما تبحلقان بعنف.. ثم تنتقل الكاميرا على الناحية الأخرى مظهرة مفاتن البطلة وتضاريس جسدها.. فيتقدم هو.. وتتراجع هي.. ويستمر التقدم من جهته..والتقهقر من جهتها.. وفجأة.. ينقطع المشهد إلى مشهد آخر تظهر فيه الحاجة شربات ( أم الضحية ) وهي قلقة على ابنتها قائلة بينها وبين نفسها (البت دي تأخرت أوي..قلبي متوهوش عليها..يا رب جيب العواقب سليمة ) وتمتات أخرى ثم يعود المشهد للمناطق الساخنة وقد خمدت النيران المتأججة إلا من صوت نحيب الفتاة التي للتو فرغت من ارتداء ملابسها وهي تقول ( ليه عملت فيا كدا.. حرام عليك..إمتى حتيجي تطلب إيدي من بابا ؟ ).
أما اليوم فقد انقلبت الآية.. وأضحت الأغاني هي أم ( البلاوي ) التي لا تندرج تحت بند قلة الأدب.. بل تحت بند ( مفيش أدب خالص ) ، فما نراه اليوم في فضائيات الفيديو كليب العربية وخاصة بعد ما تم تبهيرها بأغاني أجنبية ؛ يجعلنا نترحم على أيام الرمزية في تلك الأفلام..صحيح كنا أيامها في قلق ( الحاجة شربات ) ووهوشتها.. لكننا لم نكن نتصور أن يقفز هذا القلق إلى زلزال أخلاقي مطرد..مشاهد من النوع الذي لا يعترف لا بالرمزية ولا بالتلميح.. إنما بالمباشرة والتجريد.. مباشرة في كل شيء.. وفي أي شيء.
عموماً..أنا هنا أود أن أسأل أصحاب هذه القنوات.. أليس فيكم من يملك – على الأقل – قلباً كقلب الحاجة شربات (يتوهوش) ولو قليلاً ..لا أقول على الذوق العام..بل على منظومة القيم والأخلاق داخل بيوتهم (هم) قبل بيوت مجتمعاتهم..وإذا كان ولا بد.. فعلى الأقل يعرضون هذا (القرف)بعد منتصف الليل وفي قنوات مدفوعة الثمن، أسوة بالدول الغربية التي رغم تحررها ( على البحري ) إلا أنها تحترم الذوق العام..وتحترم الطفولة والأخلاق..فلا تجد طيلة النهار إلا ما يناسب العائلة بكل فئاتها سواء كانت أغاني أم كانت أفلام..حتى لو كانت بعض المحتويات المعروضة خادشة أو صادمة أو عنيفة فإنهم يستبقون عرضه بلوحة تحذيرية ورقم رمزي معين يشير لنوعية المحتوى،ليس كما لدينا ( الحالي مع الحامض مع الحار).
@ad_alshihri
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *