الوزارات والاقتصاد الوطني

• د. منصور الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

الاقتصاد الوطني بدون شروح أكاديمية يمثل العامود الفقري لكل دولة وهو السند الحالي والداعم المستقبلي ونتائجه تعتمد بشكل مباشر على مخرجات أداء مختلف الوزارات التي تمثل هيكل الدولة الإداري، فإذا ما راعت هذه الوزارات احتياجات العامود الفقري في جميع مخططاتها الاستراتيجية سوف نجد أن مخرجات الهيكل الإداري عموماً سوف تؤثر بشكل إيجابي في صحة الاقتصاد وتحافظ على سلامته.
التبادل التجاري المحلي أو الخارجي يعتبر شرياناً رئيسياً في دورة الاقتصاد، ولكي تتدفق التعاملات في هذا الشريان لابد من مراعات سرعة وسلاسة هذا التدفق والعمل دائماً على أخذ الاحتياطات الوقائية لضمان تطويرها، ومن هذه الأمور تأتي الإجراءات التي تبدأ من صياغة اللوائح التي تؤثر في التعاملات التجارية وهذا مرتبط بمختلف الوزارات والتأكد من أنها تحقق أقصى أنواع المرونة لكي تجذب هذا التبادل وتنميه، وهنالك دول لديها أنظمة تشمل كل الصفات الحميدة للإجراءات والأنظمة المكملة لها وبالإمكان نسخها وعمل بعض التعديلات الخاصة عليها لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون والنسخ هنا لا تعاقب عليه لجنة الامتحانات لأنها غير موجودة بسبب أن العالم يشجع على تطوير الإجراءات التي تساعد على زيادة التبادل التجاري بين الدول الذي أساسه الأفراد الذين يكونون المجتمعات.
كمثال من الأمور التي تحتاج لتطوير يأتي تصميم أنظمة إنشاء الشركات ومحتوى عقودها، تنظيم إجراءات التقاضي التجاري وتحديد مدة الفصل فيها، تسهيل إجراءات الجمارك والمنافذ بشكل يجعلها تقدم خدمة بمقابل وليس مجاملة تحتاج واسطة لتحقيقها وترسيخ مبدأ احترام الوقت، توضيح وتسهيل تعاملات العمل والعمال لكي تقدم الدعم للشركات طالما تحققت الشروط الداعمة وليست الهادمة، تشديد أنظمة الأوراق المالية وسرعة الفصل فيها حتى لا يستغل بطئها المحتال ويصاب المستثمر بخسائر الإهمال. باختصار نحتاج لإعادة صياغة لمختلف اللوائح التي لها علاقة من قريب أو من بعيد بالاستثمار بمختلف توجهاته الصناعية والتجارية بحيث نخلق بيئة مشجعة للمواطن وغير المواطن للدخول في عمل استثماري يرفع الناتج المحلي، يخفض البطالة ويدعم خطط مستقبل الاقتصاد التي بدونها سوف يجد الأجيال معوقات كالجبال لا يصلحها العطار أو حتى المال بدون هم عضال.
إذا كنت وزيراً أو وكيل وزارة فأنت عضو مهم في هيكل الدولة ومواطن رفيع المستوى، سوف يكتب المجتمع اسمك وسوف يسأل أبناؤك واحفادك لاحقاً ماذا قدم أبي/ جدي في موقع عمله لدعم الاقتصاد الذي قد يكون سنداً لهم أو نقمة عليهم، طلباتنا لكم ليست لتغيرات سيادية وكل ما نتحدث عنه تحويل يشمل تطوير للإجراءات وتسهيل التقاضي التجاري وسرعة الأداء الذي سيدعم تحسين دورة المال والمستقبل للأجيال.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *