ماذا يريد العريفي وغيره من الكويت؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

ما جرى في الكويت أمر طبيعي ، ويؤكد أن جذور الأحداث ناتجة عن صراعات سابقة بين النواب ، حيث أن القوى الاجتماعية في الكويت تتبع سياسة النواب ، صحيح أن في الأمر دسائس من قبل مجموعة يوقدون نار الطائفية ، وللأسف منبعها من الخارج أي خارج الكويت ، ومن المؤسف منهم محمد العريفي، وهذا بحد ذاته أمر خطير لا يدعو فيه للتسامح سواء بين العرقيات أو الطوائف أو الفكر متيقن نفسه المارد المنقذ .
إن أي تدخل في الأمور السياسية من أي رجل دين ، حتماً ستقلب الموازين رأساً على عقب ، لان الدين في مكانة مختلفة جداً عن مكانة السياسة ، فدائماً السياسة مرتبطة بالاقتصاد وتقلباته والأخير على أدنى فوضى تنقلب الموازين داخل المجتمع المستهلك ، وهذا ما حصل في الكويت من إطلاق شرارات سياسية ، فهي في الخارج مجرد صراع على تغيير قانون دستوري ، وحالما يتحسن الاقتصاد تتهيأ الأمور للأفضل.هناك أمر خطير يجب على الكويت طيه ، والتخلص منه جذرياً وهو أحداث احتلال النظام العراقي السابق لها ، فهذه الذكرى لا أراها صالحة للتذكر بين حينٍ وآخر ، بل التعلم من أخطائها وكيفية الاستفادة من التجارب التي أدت لنجاح إعادة المنظومة الاجتماعية بعد التحرير، فهذه تعد أكبر كارثة سياسية اجتماعية تمر على الكويت ، مما أثر سلباً على دول الجوار .
إن أية منظومة اجتماعية في أي بلد فهي مختلفة عن البلد الآخر ، فالتركيبة السكانية في الكويت مختلفة جداً، ومن هذا المنطلق إذ أُحذر الشعب الكويتي ألا يلتفت لأية دعوة ماجنة لقلب النظام ، لنأخذ الدروس والعبر من المجتمعات من حولنا كمصر مثالاً من ثورة أحمد عرابي إلى يومنا هذا وهي تمر بتقلبات وصراعات سياسية ومن حسن الحظ بوعي وثقافة شعبها فالحدة من هذا الصراح تكاد نسبية بعض الشيء وبالأخص انقلاباتها دائماً باردة ، بعكس نظيرتها العراقية فدائماً كما تعلمون انقلابات دموية ، ولا نريد الخوض في هذا الجانب فيطول.
التغيير دائماً يخضع لمؤشرات واضحة ولها عمق استراتيجي ، فأنا لا أراه في الخليج بتاتاً خاصة في الكويت ، لان الاستعمار البريطاني ترك اثراً قوياً في عمارة الكويت والكويت لم ترفضه كما رفضته عدة دول كمصر والعراق وغيرها من دولٍ عربية من إقامة ثورات مناهضة لأي حركة استعمارية بناءة ، فمشاريع بريطانيا وفرنسا لم تكتمل في الدول التي طُردت منها آنذاك.
واليوم في الوطن العربي يمكن القول إنه لابد من إعادة صياغة الحوار السياسي من جديد فكل شيء يتغير من حولنا ولا بد من تقبل الآخر أياً كان فكره وعقيدته، فآخر المطاف نحن نعيش على أرضٍ واحدة نريد أن نفكر كيف نجدد عمارتنا وهدم كل قديم سواء فكر منحرف أو عقيدة ضالة أمنا فيها ردحاً من الزمن.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *