تقرير – أحمد إلياس
( عيد, لوبيز،الصالح والقريني ) رباعي أعاد للأخضر قليلاً من هيبته الآسيوية في فترة وجيزة وقياسية بفضل الخبرة الكروية الطويلة التي يمتلكونها في الملاعب وثقتهم في اللاعب السعودي ومدى مهارته وما يحتاجه من جانب نفسي وفني تكتيكي خاصة أنهم استلموا فريقا متهالكا وخيبات أمل كبيرة سجلها وإدارة فاشلة ومتدربة في المجال الإداري تعاقبت عليه وكان ذلك الأخضر المهيب والمهاب ( ضحية ) سقوطه أوجع قلوب كل السعوديين ولعل ما جرى في كأس أمم آسيا الماضية والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014م بالبرازيل وبطولة كأس الخليج الأخيرة في البحرين بمثابة فترة زمنية يريد السعوديون أن يجعلوها من الماضي.
اتحاد منتخب:
تسلم أحمد عيد زمام الأمور وباشر مهامه كأول رئيس اتحاد كرة قدم منتخب في تاريخ الرياضة السعودية استبشر الجميع بإمكانات هذا الخبير الكروي وترقب الإعلام المرحب باستلامه للمهمة والإعلام الصامت بعد أن خسر منافسه في الانتخابات بن معمر إلا إن ( عيد ) وفي فترة وجيزة وحد هذا الإعلام بالعمل وجعل الجميع خلفه بعد أن بدأ في صناعة منتخب بشكل سريع لاسيما أنه يملك دوري قوي يجعله يصنع منتخبين في وقت واحد واستند إلى أرضية صلبة من الإداريين الذي عينهم للإشراف على المنتخب السعودي الأول لعل أبرزهم الإداري سلمان القريني وزكي الصالح وهم أصحاب خبرات ووجهات نظر ثاقبة في الكثير من القرارات المهمة في مفاصل الاستراتيجيات التي وضعت للنهوض بالأخضر وعٌين كارو لوبيز مدرباً للأخضر خلفاً للهولندي فرنك ريكارد واستطاع خلق توليفة فنية رائعة في أرض الملعب اعتمد من خلالها على اللاعب الجاهز وعلى صغار السن وبرز في فترة لوبيز الكثير من اللاعبين الصاعدين الذي سيكونون النواة الحقيقية لإعادة هيبة الأخضر.
بعد كل هذا العمل الإداري المضني والجهد الفني الكبير في إعادة الثقة لنفوس لاعبي الأخضر أنفسهم وبعدها في إعادة هذه الثقة في نفوس المدرج السعودي المتلهف لمشاهدة فريقه الوطني في أفضل حال ويعيد زمنه الجميل إقليمياً وآسيوياً ودولياً خاصة أنه جمهور طموح لا يعشق إلا الذهب والأولوية في كل المشاركات وكانت الانطلاقة مع التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا 2015م بأستراليا.
مجموعة حديدية:
ورغم أن القرعة وضعت الأخضر في التصنيف الثالث ووقع في مجموعة صعبة شرسة ضمت إلى جانبه منتخب الصين والعراق واندونيسيا ولكن ومثل ما عودنا دائماً ذلك المارد الأخضر لا يحب العودة إلا من خلال الكبار ويعشق المرور من عنق الزجاجة وكانت له الكلمة العليا في هذه المجموعة الصعبة وبدأها بفوز تاريخي على منتخب الصين في الدمام وبهدفين لهدف ليغادر لجاكرتا وفي مباراة صعبة المراس أمام جمهور كبير واجه الأخضر الجماهير والمطر الغزير والمنتخب الإندونيسي وفاز بنفس نتيجة مباراة الصين وبعدها أخذ فترة من التوقف ثم واجه المنتخب العراقي في عمان وحقق فوزا كبيرا على حسابه وكرر ذلك الفوز في مباراة الإياب في إستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام ليعلن لآسيا جميعها عودته القوية للمنافسة على عشقه كأس أمم آسيا وتأهل رسمياً بطلاً عن مجموعته القوية وفي وقت قياسي وبنتائج مميزة وقبل اختتام التصفيات.
مؤشر نجاح:
كانت مباراة الصين في بكين والتي انتهت بالتعادل أعلن معها تأهله رسميا لنهائيات آسيا ورغم أن مباراته الأربعاء المقبل أمام اندونيسيا تحصيل حاصل إلا أن الأخضر يسعى لتقديم نتيجة إيجابية تعيد له هيبته الدولية والتقدم في مركزه في تصنيف الفيفا الشهري وهو مؤشر مهم لنجاح إدارة أحمد عيد الذي استلم الأخضر بعد انتخابه وتشكيل اتحاده المنتخب وهو مصنف في مركز يخجل منه كل رياضي يعرف تاريخ هذا المنتخب الكبير وتقدم به من المركز ( 126) في شهر ديسمبر 2012م برصيد (264) نقطة فقط إلى المركز ( 75 ) عالمياً والمركز الثامن آسيوياً والسابع عربياً برصيد 450 نقطة وكان الأخضر احتل المركز (73) في شهر يناير الماضي ومن المنتظر أن يتقدم في سلم الترتيب بعد مباراته المقبلة أمام المنتخب الإندونيسي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم آسيا في حال فوزه بها والتي بدأ الاستعداد الرسمي لها أمس الأول بإقامة معسكره الفني بمدينة الخبر.
كل هذه النجاحات لهذا الرباعي مع زملائهم لاعبي الأخضر خلال الفترة الماضية محل تقدير من الشارع الرياضي السعودي إلا أن المدرج الكبير مدرج الأخضر الذي حل خلف منتخب بلاده في حله وترحاله يتطلع لانتصارات متواصلة في المستقبل من البطولات وخاصة بطولة أمم آسيا المقبلة في أستراليا وكأس الخليج القادمة والتي ستستضيفها المملكة في العاصمة الرياض لإعادة كتابة تاريخ الأخضر الجديد من جديد.