العيد أن نتعلَّم كيف نُحب أكثر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبدالوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

العيد فرصة غالية ليودع الناس صراعاتهم .. ومشاكلهم .. واحتداماتهم .. ويعملوا على تنقية النفس من شوائب الانفعالات.. والأحقاد .. والكراهية .. وفرصة لاستبدال السكين بغصن الزيتون.. والإمساك بوردة بدلاً من السكين .. والإقبال على الدنيا أُنساً وطيباً ..بدلاً من الغضب .. والحزن .. والتكشير..
العيد مناسبة مدهشة لنُنَقِي النفس من شوائب الصدامات .. والقال والقيل.. والإنصات للكذابين .. والواشين .. والالتفات لكل العاشقين للعب ع الجبلين وضرب علاقات الأحباب .. والأصدقاء.
العيد أن نتعلَّم كيف نُحب أكثر .. كيف نتوحَّد مع الآخرين وكيف يكون الاتلاف مع المحبين والأنقياء.
لابد أن تنتهي أيام العيد .. ولياليه .. بعد أن نكون قد غسلنا دواخلنا .. وفتحتنا قلوبنا لكل الناس .. وتخلصنا من الظنون . . وتوسدْنا خد القمر لبنحث عن الهدوء .. والمعاضدة .. والمؤازرة ..
أما إذا انتهت أيام العيد ولم نخلقع ثيابنا القديمة .. ونودع شرور النفس .. وضيق الصدر ومحاربة المنافسين .. فإننا نكون قد خسرنا العيد .. ولم نبتهل الفرصة لنكون الأنقياء عُشاق الوفاء وأصداقاء المودة ..
العيد ليس أن نلبس الجديد فنختار الثمين .. والجميل بل العيد أن نرتقي فوق خلافتنا .. واحتداماتنا .. وألوان عنادنا .. وأن نجعل من هذه المناسب السعيدة فرصة غالية لنمد أيدينا إلى كل الناس .. ونكسبهم أحباباً .. وأصدقاء ..
لابد أن نكون قد تعلَّمنا من شهر رمضان المبارك القُدرة على الصفاء .. والصفح .. والنسيان لكل الإساءات والخلافات .. والحماقات .. لنعود إلى طبيعة الإنسان بطيبته .. وسماحته .. والتفافه مع كل الناس ..
إن الابتسامات التي زرعناها على شفاهنا طيلة أيام العيد لابد وأن تكون صادقة .. صافية .. تنبع من القلب لتصافح كل الناس بنية سليمة .. تصنع لنا حاضراً سعيداً ومستقبلاً مليئاً بالخير والمسرات ..
إن الإنسان بشكل عام قد يغضب .. وقد ينفعل وقد يتوتر .. وهو في تلك اللحظات يتشنج .. ويُقرر ولكن الإنسان بطيبته .. وحنوه .. لابد وأن يعود إلى الجادة فينسى .. ويسيطر على كل انفعالاته .. ويهدأ .. ويصفو .. ويفيض حباً .. وحناناً .. وإذا لم يفعل هذا فإنه سيتلَبَّد بالكراهية .. والحقد .. ويظل كومة من العداءات التي تُباعد بينه وبين الناس كل الناس..!!
آخر المشوار
قال الشاعر :
الحُبُ في الأَرْضِ بَعْضٌ من تَخَيُّلِنَا
لَوْ لَمْ نَجِدْهُ عَلَيْهَا لاخْتَرَعْنَاهُ

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *