ياسمين الخالدي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
الفرصة التي أتاحت لياسمين الخالدي نافذة تطل على العالم بما فيه موطن أبيها الأصلي المملكة العربية السعودية كانت بلا شك أولمبياد لندن ، فلولا مشاركتها في هذه الدورة لما علم بها أحد .. ولما كتبت الآن في الأصل عنوان هذا العمود عنها .. لكنها إرادة الله تعالى التي ربما ستجعل من حكاية هذه الياسمين بداية للتنقيب عن حكايا وفصول وقصص أخرى يعاني منها أبناء السعوديين في الخارج ، ليس مهماً أن ياسمين الخالدي سباحة ماهرة وتتصدر أغلفة المجلات الرياضية العالمية .. وليس مهماً أن لديها أرقاما قياسية في سباحة الـ 100 م أو الـ 50 م فراشة ..وليس مهماً أن لديها 3 ميداليات ذهبية في بطولة جنوب شرق آسيا .. وليس مهماً أنها متفوقة في جامعة هاواي الأمريكية..وليس مهماً أن تكون مرشحة لتحقيق الإنجازات القياسية الجديدة في أولمبياد لندن هذا العام ، المهم والذي يجدر بنا الالتفات له هو .. هل تم حرمانها هي وأخيها « فهد « من حقها في التمتع بجنسية والدها السعودية الذي يقال بأنه ربما قد توفي في المملكة ؟ هل تم حرمانها من التمتع بهوية والدها العربية وقبلها الإسلامية ؟ هل تم حرمانها من التمتع بنصيبها مما ترك أبوها إن كان بالفعل قد مات ؟ فإذا كانت الإجابة على جميع ما سبق بنعم .. فمن سيحاسب على هذا التسبب بالحرمان ؟.. تصريح السفير السعودي في الفلبين يؤكد على أن أم ياسمين قدمت لهم ما يثبت زواجها من أبي ياسمين وكل الأوراق المؤكدة على أحقية تلك الفتاة وإخوتها بالتمتع بجنسيتهم السعودية، لكن معالي السفير لم يبين لنا ماذا فعلت السفارة حيال هذا الأمر؟ هل اتصلت بذوي الخالدي في السعودية لترتيب أوضاعها القانونية سواء أرادت الذهاب للسعودية أو البقاء في الفلبين ؟ هل عدلت وضع الزواج من غير رسمي إلى رسمي لمساعدة ياسمين وإخوتها ؟طبعاً هذا الكلام حينما كانت ياسمين وإخوتها مجرد أطفال صغار وليس اليوم حينما أصبحت الخالدي اسما يشار له في كل العالم.
إن قضية الخالدي اليوم تحتم علينا أن نسأل بكل جدية وإلحاح .. كم في هذا العالم من سعودي وسعودية لا يعلم بهم أحد في السعودية سوى آباؤهم ؟ أليس من المؤكد أن فيهم الجوعى الذين لا يجدون من ثروة آبائهم ما يرويهم على الأقل ولو بشربة ماء ؟ أليس فيهم المحروم من التعليم مع أن له وطنا عظيما يضمن ليس للمواطن السعودي بل لكل من يعيش على ترابه مجانية التعليم والصحة ؟ نعم .. هناك من يخفي ويتكتم على أمر أولاده في خارج المملكة لأسباب خاصة ،الأمر الذي لازال يفضي إلى حرمان أولئك الأولاد والبنات من جميع مزايا الهوية الوطنية العربية السعودية .
هذا الوضع الذي بدأ يتفاقم يوماً بعد يوم..وهو وضع أبناء السعوديين في الخارج سيفضي إلى إحراج السعوديين والدولة أمام العالم طالما بقيت الأمور على هذا المنوال دونما حساب أو عقاب أو على الأقل دونما نظام يضمن لتلك الفئة حقوقها على المتسببين في تواجدهم في هذه الحياة ، تدخل الحكومة بات اليوم أكثر إلحاحاً سيما وأن هذا الأمر بات من الأبواب التي يستخدمها أعداء هذا الوطن للنيل من المجتمع السعودي وقيمه أمام الرأي العام العالمي وقد آن الأوان للعمل على سد ذلك الباب إلى الأبد .
Twitter:@ad_alshihri
التصنيف: