[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

حينما يسقط أي نظام فليس أحداً من سقوطه بمأمن فهو يجرُ معه جميع من أمن وعمل به للهاوية حتى أولئك الرعاع الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ساروا على نهج من سبقوهم دون أي إلمام بماهية ذلك النظام هم أكثر من سيصدر ضجيج ذلك السقوط ! وحدهم صانعوه – أي النظام – من سيكتب لهم النجاة لأنهم أكثر دراية بالجانب الأشد سوداوية في ذلك النظام ولسبب آخر لأنهم وبكل بساطة لم يعودوا أحياء بعد حتى يستطيع أحد القبض عليهم بتهمة ( استغباء ) خلق الله ومحاكمتهم فلقد رحلوا وتركوا لنا مواجهة ما صنعوا من سوءة , أو هل بات على سكان الأرض الاعتراف علانية بفشل النظام الذي تُدار به حياتهم وفق أي ظرف دولي طارىء يحل بدولهم ؟ ألم تحن تلك الساعة التي تتجاوز الشعوب فيها أنظمتها المحلية المباركة لذلك النظام البائس لتثور ثورة واحدة على ما يسمى بالنظام العالمي والذي سلمت له رقابها ؟ فلو عرجنا على أهم ركائز ذلك النظام والتي تتمثل في حفظ ( الأمن ) محاولين استذكار بعض من فضائل دور مجلس الأمن المتفرّع أصلاً من هيئة الأمم المتحدة الراعية الأولى لذلك النظام لوجدنا أن آلاف المجازر والمصائب التي حلت بشعوب الأرض قد خرجت من رحم ذلك المجلس بل وبمباركة بعض أعضائه أيضاً ! فما بين سقوط الشيوعيين السوفييت القطب الثاني وظهور روسيا الحديثة ( رقصت ) أمريكا الباليه على خروقات كبيرة لقوانين مجلس الأمن واستفردت بالعالم لتصبح هيئة الأمم المتحدة حينها ( فرعاً ) لوزارة الخارجية الأمريكية حتى عاد القطب الثاني الأكثر إجراماً روسيا للساحة لتعود سياسة التحجير للواجهة ! وحدهم الفلسطينيون من كان لهم شرف كشف عجز هيئة الأمم المتحدة بنظامها العالمي البائس باكراً من خلال رعايتها للتقسيم وجدار الفصل العنصري وانتهاء بمسرحية لجنة مجزرة حنين قبل أعوام , أما في وقتنا الحالي فيكفي المرور على ما يحدث للشعب السوري الأعزل من قتل وتهجير منذ عام و نصف لإثبات فشل هذا النظام المشؤوم الذي لا حيلة له سوى الإدانة ! وحتى لا نُتهم نحن العرب بأننا عشاق للبكاء و العويل رغم أن ذلك هو قدرنا الذي ارتضيناه لبعضنا فلقد دفعت دول ليست عربية ولا إسلامية ثمن حماقة هذا النظام وبالطبع ليست أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا ولا حتى الصين إحداها ! فهذه الدول الخمس مثلها كمثل الأساتذة في المدرسة والذين قد يختلفون فيما بينهم لكنهم يتفقون على البطش بطلبتهم ولك أن تحزر من هم أولئك الطلبة ؟ إنهم بقية شعوب العالم والذين قدر لهم أن لا يكونوا مواطنون في تلك الدول الناجية , إن هكذا نظام عالمي اتخذ قيامه على منحى ديكتاتوري لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يتقبل أحدهم من أصحابه نصيحة أو قانوناً يحث فيه على احترام حقوق الإنسان و التمسك ( بالديموقراطية ) فالقاعدة تقول ما بني على باطلٍ فهو باطل و ليت أحد قراء البلاد يتفضل بترجمة الجملة الأخيرة على أن يقوم لاحقاً مشكوراً بإرسالها للزميل بان كي مون لعله يتدخل بدهائه الملفت للنظر وهو بالمناسبة ليس أحد مواطني تلك الدول الناجية !
[email protected]
twitter : @saudibreathe

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *