[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

تأخذ موقعك بعد ان تكون قد تناولت افطارك بعد يوم طويل من الصيام، فتفتح جهاز تلفزيونك في لحظة استرخاء فلا تكاد تستقر على موقع واحد الا وتخطف نظرك اخبار الدمار والقتل وتلك الدماء المسفوحة على الطرقات وتلك المنازل والعمارات التي اصابها القذف فغدت خرائب , فتدير المؤشر على موقع آخر فتجد مسلسلا قيل انه \”ضاحك\” فلا تشاهد الا افتعالاً للضحك حيث لا نص يؤدي الى الضحك ولكنها بعض العبارات المجتزئة من سياقها تقال لاستجلاب الضحك فتصرف نظرك الى غيرها فتصدم ببعض المناظر الفاضحة الخادشة للحياة فتسرع الى تغييرها فتجد ذلك الشيخ وهو يصرخ كأنه يحاول ان \”ينط\” من الشاشة ليمسك بخناقك. فتصرف نظرك عن متابعته فتذهب بأصبعك للبحث عن \”شاشة\” اكثر فائدة فيصافحك هؤلاء المتحلقون حول \”طاولة\” فخيمة وكل واحد منهم يرى بأن الحق معه وحده بل يكاد كل واحد منهم الامساك بخناق الاخر فتشعر كأنك في حلبة صراع \”للديكة\” وليس في دائرة حوار يبحث المتحاورون فيه عن أوجه الحقيقة.
ولكن بعد ان تكون قد تعبت من التجوال على كل تلك الفضائيات من مسلسلات يقال انها ضاحكة وأخرى يقال انها درامية تضع رحال اصبعك على موقع \”الرياضة\” فتشعر بأنك امام لحظة هدوء من كل ذلك الصداع الذي عشته طوال تجوالك على تلك الفضائيات، فهذا التنافس الرياضي العالمي يبدو انه الملاذ الآمن من بين كل ذلك الصخب العابث وهو عبث كما أظن انه مدروس.!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *