[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

أتى تقرير إمارة منطقة الباحة حول حادثة بلجرشي مرسخاً لا قاطعاً للخلاف القائم بين وجهات نظر السعوديين تجاه تلك الفاجعة، فالمؤيدون لما يقوم به موظف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حد العصمة رأوا في التقرير شهادة براءة للهيئة وموظفيها مما حدث بل وذهبوا بعيداً في مطالبة كل من لمح عن مسؤولية رجال الهيئة من ليبراليين و علمانيين وخوارج بسرعة الاعتذار ! يقودهم لذلك ما طرحه التقرير بأن من قام بملاحقة العائلة المكلومة أولاً هي دورية الأمن وليست دورية الهيئة والتي كانت ثانية! على الطرف الآخر تعاطى البعض مع تقرير الإمارة على أنه إدانة رسمية لموظفي الهيئة والذين شاركوا في الملاحقة مخالفين بذلك تعميم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية الدكتور عبداللطيف آل الشيخ والذي يمنع فيه منعاً باتاً ملاحقة أي مشتبه به والاكتفاء بدلاً عن ذلك بتدوين رقم لوحة سيارته وتسليمه للجهات المختصة حفاظاً على سلامته لإحضاره لاحقاً، لا يمكن لمسلم أن يعترض على شريعة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وهي إحدى ركائز دينه ولكن من حقه الذي يكفله له عقله أن يبدي امتعاضه من سلوك بعض من يقوم بأداء تلك الشريعة، فهم ليسوا أنبياء معصومين من النقد و ليسوا ملائكة كما قال عنهم رئيسهم في أحد حواراته لكنهم بشر يستحقون منا التحية حال قيامهم بواجبهم بالرفق والكلمة الحسنة كما يحق لنا نقدهم ومناصحتهم حال وقوع خطأ منهم، و إحقاقاً للحق فإن للدكتور عبداللطيف أل الشيخ خطوات كبيرة ومثمرة في تقويم عمل أفراد الهيئة و تطويره من خلال إعادة العمل ببعض التعاميم وسن بعضها والتي بدورها ضمنت للمواطن و المقيم حفظ كرامتهما، كانت المشكلة ولا زالت أن المجتمع باكمله قد تقدم للأمام وسبق الهيئة بخطوة وهي التي ما زال بعض أفرادها يتعاملون مع سُكان ذلك المجتمع بطريقة تقليدية قديمة ليحدث الصدام ويخسر الطرفان!
وبالعودة لتقرير الإمارة والذي كان كافياً وواضعاً النقاط على الحروف حول من تسبب في وفاة المواطن عبدالرحمن الحرفي وبتر يد زوجته و إدخال طفليه العناية المركزة و دق المسمار الأخير في نعش عائلته والتي تم تشريدها بطريقة درامية يعجز عباقرة هوليوود أن يصنعوا مثلها كان لابد لنا كسعوديين أن نستخلص من رحم هذه الفاجعة دروساً وعبر تكون ضوءاً لنا ينير طريق مستقبلنا ومستقبل أحفادنا، إن أعظم تكريم تحصل عليه هذه العائلة بعد القصاص ممن فعل بها ذلك هو أن تكون سبباً بعد الله في منع تكرار ما حدث لها مع عائلة أخرى فلو كان ما حدث لعائلة الحرفي رحمه الله على أرض أوروبية أو أمريكية لأعلن فيها الحداد لثلاثة أيام نتيجة هذه الكارثة، فجميع الأديان السماوية تحرم إزهاق الأرواح بهكذا طريقة عبثية وللإنسان في هذا الوطن قيمة عالية يستمدها من دين أرضه الإسلام وتشريعاته العادلة التي يقتص فيها للمظلوم من الظالم.
[email protected]
twitter : @saudibreathe

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *