[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

هنالك من يتعلم من تجاربه ويتحمل نتائج أخطائه التي قد تعيقه بدون الوصول لما يصبو إليه أو يصل بعد أن تحمل خطوات التعليم التي في الغالب تتخللها معاناة لان بحر الحياة عميق تتعدد فيه المخلوقات الأليفة والمتوحشة وتختلف فيه درجة حرارة الماء وارتفاع الأمواج من وقت لآخر.
وهنالك من تخدمه الظروف لكي يشاهد معاناة الاخرين وتنوع محاولاتهم لانه لم يضطر لخوض تجاربهم التي دفعوا أو اندفعوا لها وقد يجدون طريق النجاة او النجاح وقد لا يجدونه لأن الغوص في الأعماق ليس مأمون النتائج لمن لا تتوفر لديه معلومات الطقس وأدوات الغوص مع المهارة.
هي كذلك حياة الشعوب، فهنالك من يخوض التجارب التي قد تصل للحروب أو تجعل المجتمع يمشي في اخطر الدروب، هم يفعلون ذلك ليس للمتعة في المعاناة بقدر ما انهم يحاولون الوصول لتوليفة سياسية واجتماعية يصلون بها للاستقرار الاجتماعي الذي لا يتم بدونه أي نمو أو تطوير.
وهنالك مجتمعات خدمتها ظروفها بأن تكون في مأمن من خوض التجارب القاسية والنزول لأعماق البحر الاقتصادي والسياسي بحثاٍ عما يجعلها تعيش حياة كريمة، تستفيذ من تجارب الاخرين وبالذات في التعاطي مع غير المألوف وبدون خوف فتكتشف ما كانت تظنه محاراً بداخله اللؤلؤ واتضح انه جراب بداخله تراب بدون ان تتحمل اعباء الاكتشاف عالية المخاطر.
نحن من الله علينا بأن نكون ذلك المجتمع الذي يستقي خبراته مما فعل او اجبر البعض على فعله بحثاً عما يظنون انه الأمان فوجدوا انه الفلتان بمختلف أشكاله، تمزقوا بين من يعتقد انه مندوب الخالق ومن يعتبر نفسه الفاهم الأوحد، هانحن نشاهد من اعتقد انه يريد الديموقراطية التي يجهلها فدخل في نفق لا يوجد ضوء في آخره أو أن الضوء سوف يشاهد بعد دمار يسوق للانهيار وتصبح الديموقراطية العشوائية حبل الانتحار، قطعا لا أؤيد الاستبداد ولكن يجب أن نتعلم بأن لا نجعل أهواءنا سبباً في ضياع أرواحنا ومكتسباتنا وندخل للديموقراطية بتدرج محمود.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *