[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. عبدالرحمن عيد الجهني [/COLOR][/ALIGN]

يبكي ويصرخ مثل الطفل الصغير، بل إنه في كثير من الأحيان يتبول و.. على نفسه – أكرمكم الله – في كل مكان في الصالة في المجلس، وربما فعل أكثر من ذلك إلى الدرجة التي تجعل من المستحيل أن يستحمله أحد حتى أقرب الناس إليه أهله، نعم أهله، كم مرة حاولوا أن يعطوه علاجه الذي صرف له ليهدئه فقط، نعم ليس ليعالجه، فمرضه مزمن والأكيد أنه سيعاني منه حتى الموت.
ولكنه دائماً يرفض العلاج يقول أنتم تريدون أن تعطوني السم تريدون قتلي، نعم سمعت تآمركم عليَّ وشاهدت ما وضعتم لي في الأكل أنتم تريدون قتلي ولا بد أن أقتلكم أولاً، وفي أحيان كثير ربما أخذ السكين وهم بقتلنا لولا لطف الله بنا.
يقول أبيه لا أدري ما أفعل أخاف منه فهو قوي البنية وقد ضربني أكثر من مرة، وتصرخ أمه وتقول المرة الماضية كاد يقتلني ضرباً وهو يقول لماذا وضعتي السحر لي في غرفتي أيتها الساحرة؟.
كل من في البيت تأذى الإخوة والأخوات حتى الجيران، الوضع لا يحتمل بل خطير جداً ربما لا يوجد حل إلا الطلب من السلطات إدخاله المستشفى بالقوة وإلا سوف تحدث كارثة.
سبحان الله كل هذا يحدث منه يحدث من الرجل الذي تجاوز عمره 25 سنة، والذي كان مطيعاً لوالديه محافظاً على واجباته الدينية والدنيوية.
كل هذا يحدث منه، وهو الذي كان والده يأمل أن يكون مهندساً كهربائياً كما كانت أمنيته، كل هذا يحدث منه وهو الشاب الطموح الذي كان وكان وكان.
ما الذي حصل له ما الذي غير من مرتبته كإنسان عاقل إلى مرتبة هي أقل حتى من مرتبة الحيوان؟،
إنها المخدرات، انها الجحيم الأسود.
الذي زينه له أصدقاء السوء، وأوهموه أنه طريق الفرفشة والسعادة وتمضية الوقت حتى دخل في أعراض ذهنية ربما لا يمكن علاجه منها مدى الحياة.
فقد دنياه واخرته، فقد عقله، تخيل الإنسان عندما يفقد عقله ماذا بقي.
احذر إنها المخدرات.
ربما الحيوان يمكن التعامل معه، ولكن هذا الرجل الذي فقد عقله كيف استطيع أن أتعامل معه، حقاً إنها مأساة.
احذر، كل من سار في هذا الطريق وصل إلى هذه النتيجة.
احذر فكل من سار في هذا الطريق كان يردد نعم سوف أحصل على الفرفشة لوقت ثم أعود، نعم لن أطيل سوف أعود قبل أن أصاب.. قبل أن أجن.
ربما يمرض غيري أو يفقد عقله، ولكن أنا لا مستحيل، ربما غيري أنا لا.
ولم يعلم هذا المغفل أن سرعة تأثير وتدمير المخدرات تختلف من شخص إلى آخر، فربما سيجارة حشيش أو حبة مخدر واحدة تدخل الشخص في الهذيان عمره كله، وربما بعد شهر أو شهرين أو أكثر أو أقل.
ولكن الحقيقة دائماً تقول من سار على نفس الطريق وصل إلى نفس النتيجة، طريق الجحيم يوصل إلى الجحيم، مهما بدا هذا الطريق ممتعاً وجميلاً في بدايته فهو الطريق إلى الجحيم الأسود.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *