[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

الأتباع عرفاً هم الأشخاص الذين يقتنعون بمنهج شخص ما ويعتنقون هذا المنهج بكافة أفكاره ويدافعون عنها, وهذه العملية التفاعلية تأخذ عادة عدة أطوار لجلب وتربية ورعاية الأتباع والحفاظ عليهم, والإبقاء على من تم حشدهم قيد السيطرة عن طريق محاربة أي أفكار من الممكن أن تؤثر على تبعيتهم.
هذه العملية عادة تبدأ عن طريق تبني وخلق الأفكار الصادمة والجريئة من قبل شخص ما يرى في نفسه قدرةً على القيادة الفكرية, ولأن أفكاره صادمة وجريئة فإنها عادةً ما تجد لها أصداءً مثيرة, كذلك فإنها ستجد من يعتنقها من المتحمسين لتبني ونشر هذه الأفكار وتعميمها على نطاقات أوسع بل وحتى الدفاع عنها ببسالة إن لزم الأمر, ومن هُنا ينشأ الجيل الأول من الأتباع, وهذا الجيل هو من يقوم بتلقي الأفكار عن الشخص المُتّبع الرئيس ومن ثم الترويج لها بقدر المستطاع, ثم يأتِ متحمسون آخرون يتأثرون بما ينشره الأتباع من الجيل الأول عن أفكار ومعتقدات الشخص الرئيس, وهذا الجيل في الغالب يكون أكثر حماسة من الجيل السابق له, وهو تواقٌ دائماً إلى تلقي كل شيء يمكن الوصول له عن سيرة ونبل وعظم المُتّبع الرئيس, في الغالب يكون الجيل الأول على صلة وتواصل مع صاحب الأفكار أو الرجل الأول في هذه العملية كما أنها قد تتطور هذه الصلة والقرب إلى عمليات تنسيقية لأجل التأثير على الأتباع وزيادة عددهم واستقطابهم بطرق شتى عادة ما تخرج من أفكار الرجل الأول, وقد تأتي هذه الخطط من بنات أفكار الرعيل الأول من الأتباع ويعجب بها الرجل الأول في العملية ويقدرها ويثني عليها ويدعو إلى تعميمها بعد أن يتبناها مع الاحتفاظ بحق صاحبها لأجل الإبقاء على صورة الشخص النبيل ذي الأمانة والخلق الرفيع في العقل الجمعي لدى الآخرين, كما أن الأتباع من الجيل الثاني قد لا يتم التواصل بينهم وبين الرجل الأول بشكل مباشر, هذا الأمر من الجانب النفسي قد يبقي الحماسة لديهم أكثر نظراً لما يُنقل لهم وما يتسرب إلى مسامعهم عن سيرة المُتّبع الرئيس من قيمٍ خلاقة تقوي إيمانهم به وتشحذ عزائمهم في العمليات الدفاعية إن لزم الأمر إلى ما يسمى بحشد الأتباع وتجييشهم, لأن هؤلاء الرعيل عادة ما يكونون على أعلى درجات الاستعداد, كما أنهم تواقون إلى رؤية مُتّبعهم الرئيس (الرجل الأول) والالتقاء به والفوز بشرف السلام عليه ومعانقته واستحضار كل ما يمكن من عبارات الثناء والتأييد لنثرها في حضرته.
الأمر غير الجيد في هذه العملية برمتها أنها تسعى إلى بناء شخصيات تبعية, تسيرها عقولها المغيبة تماماً عن أية محاولة للفهم واستقراء الواقع, وهذه العملية التي تسمى عادة الأدلجة, وهو ما يفسر عمليات الهجوم المجهولة من أشخاص غير معروفين أثناء تعرض الرجل الأول إلى نقدٍ لاذع أو حتى الاختلاف معه في أفكاره ومعارضتها, والتي تنطلق كالسهام الحارقة لأجل الدفاع المستميت وغير الواعي, وفي حالات كثيرة غير المنطقي, وعلى ذلك فإنه يجب أن يتم فهم حالة هؤلاء الغرباء النفسية والتعامل معهم على أساس أنهم مسلوبو الإرادة, مسيرون وليسوا مخيرين.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *