[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حسام كنفاني[/COLOR][/ALIGN]

بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول إليها الانتخابات الرئاسية المصرية، في دورة الإعادة، إلا أنه من المؤكد أن ما شهدته مصر ليس له مثيل، ليس في تاريخها فحسب، بل في التاريخ العربي أيضاً. المصريون حتى الساعة لا يدركون من هو الرئيس الآتي إلى قصر العروبة. هم اختاروا حقيقة للمرة الأولى، لاعتبارات متعددة، وللمرة الأولى أيضاً أحسوا أن لأصواتهم قيمة وأنها قادرة على إحداث الفرق.
مع انتهاء الاقتراع وبدء ظهور النتائج شبه الرسمية توضحت الصورة. الفرح كان حاضراً والخيبة أيضاً. من صوّت للمرشح الذي انتقل إلى مرحلة الإعادة، أو الدورة الثانية، يشعر بالزهو، ويغمره الشعور بالانتصار، كما لو كان هو شخصياً من أصبح الرئيس أو مرشحاً للرئاسة. مثل هذا الشعور سيكون طبيعياً ولا خطر منه. لكن الشعور الآخر هو الجديد.
الشعور الآخر هو الخيبة لكثيرين جداً لم ينجح مرشحهم في الوصول إلى الدورة الثانية، وهو ما بدأ يظهر فعلياً على ساحة المواقع الافتراضية، وخصوصاً مع ظهور الأنباء المؤكدة عن انتقال مرشح الإخوان محمد مرسي والمرشح المحسوب على النظام السابق أحمد شفيق إلى الدورة الثانية.
استيعاب الخيبة وبدء التحضيرات للانتخابات المقبلة هو ما يجب أن يفعله هؤلاء، مع الاعتراف أن هذه الانتخابات تعد الأكثر نزاهة في التاريخ المصري والعربي. ووصول مرشح مقرب من النظام السابق- كما يقول البعض- إلى الدورة الثانية مسؤول عنه بعض الأطراف الثورية نفسها التي نفّرت الكثيرين من الثورة. كما أن الثوريين أنفسهم يتحملون مسؤولية عدم تحالفهم واتفاقهم على مرشح واحد يصطفون حوله، وقد دفعوا ثمن ذلك. لكن الوقت لم يفت بعد، والثورة ليست مسؤولة عن أداء أطراف فيها، سواء إسلامية أو يسارية أو ليبرالية، المهم هو تكريس المشهد الذي شهدته مصر ليكون دورياً ودائماً.
الدورة الأولى انتهت، والعمل للدورة الثانية سيكون الشغل الشاغل للمصريين في الأيام المقبلة، مع إعادة ترتيب التحالفات وإنقاذ ماء وجه الثورة، لتكون مصر النموذج الذي يحتذى انتخابياً والقادرة على قبول نتيجة الاقتراع مهما كانت، وهي من المفترض أن تكون السمة الأساسية في مدماك بناء الجمهورية الثانية في أرض الكنانة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *