وتلك هي المشكلة!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
** هذا الانفتاح غير المسبوق من وسائل الإعلام المتعدد المصادر ماذا يعني؟ هل يعني المزيد من – المعرفة-؟ أو هو المزيد من – التجهيل – لا أعتقد أن هناك اختلافاً واضحاً بين الأمرين، فكلاهما خطر إذا قلنا الأول وهو المعرفة، لابد من سؤال آخر ما هي هذه المعرفة، وإن قلنا الثاني وهو التجهيل، معنى هذا المزيد من معرفة \”الجهالة\” هذا الخلط في القول أوصلني إليه هذه الحالة المتضاربة التي نتابعها فيما تقذف به وسائل الاتصالات المتعددة هذه والتي أصبح يتحكم فيها كل من يملكها أو من يداعبها بأصابعه حتى غدا الحق باطلاً والباطل حقاً.. إن تحديد سبل المعرفة لم يعد في مقدر أي إنسان أن يوجده، انظر إلى داخل أي أسرة الآن فمن النادر جداً أن تجد اثنين منهما يتحاوران، الكل ممسك بجهازه ويعيش عالمه الآخر لا تدري من يخاطب أو من يحاور، لقد رفعت الحواجز ولم يعد هناك \”ستراً\” يمكن الاختباء خلفه. لقد هدمت كل الأسوار، فأنت في إمكانك أن تقيم في أكثر من مكان في ذات اللحظة الواحدة.. وعليك أن تعرف أن ما كنت تملكه من قدرة على التوجيه لم تعد تملكه أبداً، فإن هناك من يتولى هذا عنك وبدون رضاك.
لا تستغرب من هذا فإذا كان في يوم – ما – يطلق على جهاز التلفزيون بأنه هو الذي يوجه ابنك أو ابنتك، الآن أصبح التوتير والفيس بوك وغيرهما من وسائل الاتصالات هي التي تقوم بهذه المهمة وتلك هي المشكلة.
التصنيف: