[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

لا أعلم أي مرض قد حل بهذا العالم و بمن يسكنه من الساسة السذج , فلم يذكر التاريخ أن اتفقت جميع تلك الدول التي اتخذت لها في مبنى الأمم المتحدة مقعداً على قضية واحدة كان فيها خير للبشرية جمعاء, لكنها اتفقت أخيراً وبكل أسىَ على خذلان شعب بأكمله وتركه في العراء أعزلاً يواجه مصيره لوحده في مواجهة بندقية ودبابة من خلفها كتيبة عسكرية كاملة ! وحدهم السوريون من فضحوا لنا ( النظام الذي يدار به هذا العالم ) بل و أثبتوا فشله الذريع في نصرة الضعفاء و إنصافهم وكبح جماح الجبابرة من الحكام باسم الإنسانية قبل الأديان التي وجدوا – أي الساسة الغربين – في اختلافها فرصة للوقوف على الحياد كما يدعون , في كل صباح نرى فيه مذيعاً بريطانياً أو مذيعة أمريكية يخبراننا بأن حكوماتهما تسعى جاهدة في نقل الديموقراطية لبقية شعوب العالم ونشر ثقافة احترام حقوق الإنسان وما أن نقوم بتغيير القناة التلفزيونية لأخرى عربية حتى يظهر لنا شبيحة بشار الأسد تطلق النار على الحمير – أجل الله القارىء – ! وما مجزرة الحولة الأخيرة أول أمس والتي ذهب ضحيتها أطفال و نساء تجاوز عددهم المائة إلا صورة مشوهة من صور الخذلان التي اتفق عليها من يحكم هذه الأرض من السياسيين الذين يملكون القرار وقضوا مضاجعنا بنداءاتهم اليومية بأن يهب العالم ليس لنصرة المظلوم بل بالمحافظة على البيئة و إيجاد الحلول العاجلة من أجل سد ثقب الأوزون ! أما البشر فليحترقوا , لا يمكن أن تنتظر الشعوب عوناً من هؤلاء الساسة بل يجب عليها أن تنتصر لنفسها و تصنع مستقبلها حتى ولو سقط منها الآلاف فالحرية و العدالة ورغد العيش ثمنها باهظ جداً , إن الجزء الأكبر من مسؤولية ما يحدث للشعب السوري الأعزل من انتهاكات صارخة تقع على عاتق الحكومات العربية , فهي الأقرب جغرافياً في المنطقة وقبل ذلك هي الأعلم بنتانة نظام بشار وزبانيته و إلى أي مدى سيصل إليه ذلك النظام في الإجرام والقتل,لقد ملت شعوب العالم من بيانات حكامها و مسؤوليها التي أعلى ما قد تصل إليه هو الشجب و الاستنكار فقط , أسقط الربيع العربي بفصوله المتتالية قناع المفردة السياسية ليظهر المعنى الحقيقي لها وهي المصلحة المحفزة لحضور تلك المفردة , عدا ذلك فلا معنى وردي للسياسة .

[email protected]
twitter : @saudibreathe

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *