الموظف .. مواطن أمام مؤسسة أخرى

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد مصطفى الغـر[/COLOR][/ALIGN]

لو كان هذا المقال يصلح لدولة عربية دون غيرها، لكنت قد حددتها فى العنوان، لكن للأسف وجدته ينطق على كثير من دولنا العربية، لذا تركته دون تحديد دقيق للدولة أو للمؤسسة أو المصلحة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وإن كان الموضوع أقرب للمؤسسات التى تملكها وتديرها الحكومات دون تلك التى تتبع القطاع الخاص.
لكل مصلحة أو مؤسسة موظفيها، وهم الأدرى بخفاياها وقوانينها، وهم أهل العلم والمعرفة بشؤونها، لكن للأسف فى كثير من الأحيان نجد أن نسبة ليست بالقليلة من موظفى هذه المصلحة أو تلك لا يفقهون شيئاً عن أصول عمله ، هم فقط أشخاص موجهون من قبل رؤسائهم للقيام ببعض الأعمال دون مناقشة أو معرفة ولو حتى بالأعمال الأخرى المتعلقة والمرتبطة بعملهم.
خطوط غريبة يكتبون بها الوثائق والأوراق الهامة، هى أشبه مايكون بالنقش الفرعونى على أوراق البردى أو رموز رجل الكهف فى العصر الحجرى، والقصص كثيرة عن مصالح لمواطنين تعطلت لعدم وضوح الخط أو الأختام أو التواريخ، وفى عصر الكمبيوتر والإنترنت واستعداد الإنسان كى يبدأ أولى رحلاته المؤهلة إلى كوكب المريخ .. مازالت الكثير من الهيئات والمؤسسات الحكومية متمسكة بجيوش من الموظفين الكتابيين لكتابة الوثائق والأوراق ،
وبغض النظر عن ذلك فإن ثمة شيئاً ما تجده بمجرد أن تطأ قدمك داخل أى مؤسسة حكومية، تشعر بالضيق والملل بمجرد عبور مدخلها، تصدمك الوجوه العابسة للموظفين، المكان الحكومى معروف دائماً بكآبته وخلوه من أى لمسة إبداع سواء فى مبانيه وتخطيطها أوحتى أثاثه وحوائطه الداخلية والخارجية، صحيح أن الحكومات تدفع الكثير والكثير عند إنشاء تلك الأماكن لكن وبكل أسف عدم الاهتمام بالصيانة والنظافة يحولها إلى كهوف، بعض الموظفين يعقدون الأمور وكما نقول \” يوقفون المراكب السايرة..\”، على أتفه الأسباب يتذمرون، الرشوة والمحسوبية جزء أساسى فى بعض الأماكن، غريب حقاً أن يدفع المواطن كى يحصل على حقه، وإذا دفع أكثر يحصل على حقه وحق غيره أيضا! .
فيا كل موظف فى أى هيئة حكومية.. اتق الله، واعلم أنك إذا كنت موظفاً فى مصلحة ما وتتحكم فى شؤون المواطنين، فاعلم أنك مواطن أمام مصالح أخرى، فعامل الناس كما تحب أن يُعاملوك!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *