(برستيجي) ما يسمح !
ريهام زامكه
أصبح العالم يضج بالمظاهر حتى بات غالبية الناس لايشغلهم شاغل أكثر من الهوس بالمظاهر والكشخة والبرستيج حتى وإن كان (ماعندهم ماعند جدتي) , المهم الظاهر للناس والذي يعد جزءاً مهماً من حياتهم لا يتنازلون عنه اطلاقاً حتى لو شكل هذا التصنع عبئاً يثقل الأكتاف ويحملها فوق طاقتها !
فمنهم من يحب التظاهر بالسيارات والملبس فقط أمام الناس حتى تكاد أن رأيته في منزله لا تعرفه لأنه يبدو إنساناً آخر (مبهدل) ومختلفاً جداً تنطبق عليه مقولة :
(من برا هالله هالله ومن جوا يعلم الله) !
غير أن عدوى (البرستيج) قد أصابت «لغتنا العربية» كذلك , فمهما بلغت من العلم مبلغاً ومنزلاً يُحترم ويُقدر بين الناس اذا لم تتحدث وتجيد «اللغة الإنجليزية» وتصبح على زملائك ومن حولك قائلاً :
(Hi Good Morning ) وتودعهم ملوحاً بيديك الكريمتين
(Good Bye) فحتماً أنت إنسان همجي وغير متحضر
ولست راقياً ولا تملك أي برستيج !
واذا دخلت لمطعم و وجدت قائمة الطعام أو (المنيو) باللغة الإنجليزية
و استعنت بالنادل لمعرفة الأطباق فحتماً أنت إنسان همجي وغير متحضر
ولست راقياً ولا تملك أي برستيج !
واذا جلست في مقهى برفقة الأصدقاء ولم تُقحم كلمة أو جملة انجليزية في حديثك فحتماً أنت إنسان همجي وغير متحضر
ولست راقياً ولا تملك أي برستيج !
فالبرستيج الآن وفي هذا الزمن أصبح في «hi و how are you « والاستغناء عن لغتك الأم , فزمن مرحباً وصباح الخير وكيف الحال ولى وانتهى !
و إنه لأمر محزن أن تدرس (لغتنا العربية) في المدارس الأجنبية ونحن ابناؤها أصبحنا نستعير منها و»نستعيض» بلغات آخرى في وطننا من أجل المظاهر فقط.
وبالطبع لا حرج في العلم فعلى العكس من الرائع أن يلم الشخص بأكثر من لغة أن «من تعلم لغة قوم أمن مكرهم» لكن من المفترض أن نفخر بلغتنا ونعتز بها وننطق بها مادمنا على أرضنا وبين أهلنا , ونحافظ عليها ونؤمن بمرونتها وقدرتها على مواكبة التقدم الحضاري في شتى المجالات.
والحمد لله الذي رفع هذه اللغة و أعلى شأنها , ويكفينا فخراً كمسلمين أن الله أنزل بها خير كتبه وأفضلها.
ورغم إني و (بلا فخر) لست نابغة في قواعد اللغة العربية ومشتقاتها واعراباتها المملة, غير إني (و بكل فخر) عربية وأعتز كثيراً بلغتي , وإن كان انتمائنا للعروبة يحرج عند ذكر كثير من المواقف أو (الظواهر الصوتية) التي يعتلي فيها صوتنا ويتصدر المركز الأول دائماً !
لكن على ما يبدو أننا أصبنا جميعاً بهذه العدوى واعلموا أنني آخر من ينصحكم وينبهكم لأني أجبت الآن على مكالمة مزعجة أتتني من أحدهم وقد أجبت قائلة ( hi و أنهيتها بـ Bye) وبعدها وبخت نفسي قائلة لها (ويحك) ياعربية تنصحين الناس وتنهينهم عن فعل وتأتين بمثله !
اخيراً وقبل أن «تستفيق» عنصريتي للغتي الأم ولزوم الشياكة و»البرستيج» والتحضر أودعكم قائلة:
.Good bye & have a nice day
rzamka@
[email protected]
التصنيف: