الخصوصية السعودية والمنظمات الدولية
عبد الله فراج الشريف
حتماً إن العلاقات الدولية مع الدول الأجنبية ، والمنظمات الاقليمية والدولية ، تعتمد على قانون دولي تحترمه كل دول العالم، ومتانة هذه العلاقات وسلامتها تحتاج إلى صنف من البشر يعدون من أجل هذا ، ثم يراكمون الخبرة في هذا المجال، يتصدون لهذه العلاقات وفق علم وخبرة وتخصص دقيق، لا أن يتصدى لها من لا علم له به ولاخبرة له في مجاله، فقد قرأت في مجلة دورية علمية بحثاً يقيم فيه كاتبه دور هذه المنظمات كما يظن أنه من وجهة نظر دينية، ورغم أنه يؤكد أهمية هذه المنظمات وحاجة المسلمين إلى الانضمام إليها إلا أنه لا يعرض إلا ما يظنه سلبيات لها تؤدي الى القدح فيها، فالجامعة العربية نشأت بمباركة الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا، لفك الارتباط بين العرب والأتراك من جهة، وإيجاد عقبة أمام قيام وحدة إسلامية محتملة، وطبعاً أي ثناء بعد هذا على الجامعة لاقيمة له، وأما هيئة الأمم المتحدة وقبلها عصبة الأمم، فقد حكم أن الأبرز من الأدوار في إنشائها للهيود، فهي بحسب نظره منظمة من صنعهم، بل يقول إن كثيراً من المراكز فيها يحتلها اليهود كرعايا للدول الأعضاء، ويشكك في كل ما أنجزت عبر تاريخها، ويجيره لليهود، أما منظمة المؤتمر الإسلامي ، فرغم ثنائه عليها واعتبارها إحدى مآثر بلادنا، فلها عيوب قاتلة في نظره، وهي أن بعض دول المنظمة تقوم على النظام العلماني صراحة، وبعض رؤساء الدول الإسلامية الذين يحضرون القمم الإسلامية غير مسلمين، والمنظمة لا تأخذ مسألة الوحدة الإسلامية بجدية، وهي ضعيفة الإمكانيات، وقليلة الحيلة وتأثيرها ضعيف وهي قليلة الجدوى، وأما منظمة الوحدة الأفريقية أو الاتحاد الأفريقي، فقد استبعد كما يقول الإسلام من ميثاق الوحدة الأفريقية، واستبعدت اللغة العربية من لغات المنظمة، أما مجلس التعاون لدول الخليج العربي فهو الوحيد الذي سلم من النقائص في نظره، وله إنجازات متعددة يثني عليها، ويرى أنه محارب، وأما منظمة التجارة العالمية فهي في نظره منظمة للعولمة، وأشد الناس تضرراً من العولمة في نظره المسلمون، خاصة على الصعيدين الثقافي والاقتصادي، والنفع الذي تقدمه العولمة للعالم الإسلامي لا يساوي شيئاً مقارنة بالسلبيات المرتبة عليها، وإذا وصل البحث إلى غايته تبادرك إلى ذهنك هذه الدعوة المتنامية والتي يحمل وزرها جماعات تنسب نفسها للإسلام، والتي تنادي بعزل المسلمين عن العالم عودة مرة أخرى لدار اسلام ودار حرب، وهو الأمر الذي يستحيل في عالمنا المعاصر، وكل جهد يبذل في هذا السياق، ويراد به قطع صلات المسلمين بغيرهم مهدور لا قيمة له، لأنه ضد تطور الحياة الحتمي، فالجمود اليوم أصبح مستحيلاً، والعالم كله يتجه نحو التنافس الحضاري المعظم للمعارف والخبرات الإنسانية. فهل ندرك هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق..
ص.ب: 354855 جدة 21488
فاكس: 6407043
[email protected]
التصنيف: