للاغتصاب أوجه أخرى!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رؤى صبري *[/COLOR][/ALIGN]
\”الاغتصاب\” كلمة رنانة لها وقع السياط عند سماعها وغالباً ما يتم ربطها بالاغتصاب الجنسي، بينما في الحقيقة نجد أن الاغتصاب الجنسي ليس إلا أحد أشكال الاغتصاب لا أكثر، وأنا هنا لا أقلل من حجم مصيبة الاغتصاب الجنسي التي حدثت وتحدث في كل المجتمعات دون استثناء ولكني فقط أشير إلى أن للاغتصاب وجوه عديدة قد لا تكون جنسية بالضرورة.
ففي الحقيقة نجد أن كثيراً من الناس يتعرضون لأنواع شتى من الاغتصاب كل يوم وربما عاشوا ويعيشون كل حياتهم مغتصبين فالأطفال الذين حرموا حق العيش في أسرة متماسكة ومتكاملة بسبب طلاق أو نحوه تغتصب سعادتهم للأبد وتظل غصة عالقة في حلوقهم إلى أن يفارقوا الحياة، والطالب الذي ينظر إليه أستاذه شذرا بدون سبب نجده يغتصب حقه في الحرية والتفكير كل يوم طيلة فصل دراسي كامل، والخادمة التي تصرخ ربة البيت أو أحد أفراد الأسرة في وجهها ألف مرة في اليوم اغتصب حقها في الاحترام وفي أن تعامل كبشر.
ونظل كل يوم نرى ونسمع حوالينا أنيناً مغلفاً بمرارة الاغتصاب وقد نعيش معه لسنوات، وربما صرنا نحن في يوم من الأيام ضحايا لهذا الاغتصاب، أو قد يأتي يوم آخر يتحول فيه الضحية إلى جلاد ليس لمن اغتصبه فحسب بل لكل من حوله لأنه سيكون قد عرف أن دور الجلاد أسهل بكثير من دور الضحية.
وتبقى حقيقة مرة تتمثل في أن الاغتصاب الجنسي قد يحدث مرة واحدة وغالباً ما يقبض على الفاعل ويسجن وتحيط العناية الكاملة بالضحية، لكن ماذا عن كل أولئك المغتصبين بطرق أخرى والذين يعانون ألم الاغتصاب دون أن يشعر بهم أحد؟
ولعل هذا ما يجعلنا نفكر بطريقة أخرى عندما نسمع أن هناك من تعرض للاغتصاب، بعدما أيقنا أن للاغتصاب أوجه متعددة.
* كاتبة سعودية
التصنيف: