[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

تتجه الأنظار والعقول نهاية هذا الشهر إلى نجران الضاربة في أعماق التاريخ بما تحمله من إرث تاريخي غزير, وما تحويه من آثار قديمةٍ جداً, ولعل من أبرزها الأخدود التاريخية, يضاف إلى ذلك نفوس أهالي نجران الأبية والمتطلعة إلى صنع الإبداع والتفرد, والتي توجها أميرها المحفز على العمل, فمنذ قدوم الأمير مشعل بن عبد الله إلى نجران اشتعل النجرانيون, كل تلك العوامل وأكثر, تجعلنا نقول موعدنا نجران ومهرجان قس بن ساعدة الإيادي.
مُذ دلفت إلى نجران معلماً قبل ما يربو على عشر سنين مضين, منذ ذلك الحين ودهشتي الأولى, كُنت أفكرُ كثيراً فيما تحويه نجران من مقومات تجعل منها مزاراً هاماً على الساحة, ومع اشتعال الأسئلة بأهيمة استغلال كل تلك العوامل لصنع عمل حقيقي يتمثل في الحضور القوي لتلك النواحي على الساحة الفكرية والإبداعية, وقد علقت بذهني الذكريات الجميلة والشجية عن نجران إنساناً ومكاناً, كم تنامى لنفسي السرور والارتياح وأنا أتجول في نجران القديمة(البلد) وما تتميز به من بيوت طينية تحكي حقباً تاريخية غير مكتشفة, كم استحضرت القرون الأولى وأنا أتجول في مدينة الأخدود الأثرية متعجباً من بقاء أطلالها الدارسة والتي تحكي آلاف السنين وانتظارها لمن يكتشفها, كنت أثق بأن الأخدود إرثٌ تاريخي هامٌ وغير مكتشف, ومتى ما تسنت الظروف وتم الاعتناء بها فإنها حتماً ستكون قبلة لكل هواة الإبحار عبر التاريخ وقصص الأمم وأيامها الخوالي, كم كنت استمع مستمتعاً لأحاديث أشياخ نجران وهم يروون قصصاً قديمةً ذات طابعٍ نجراني خالص, كذلك عنصرٌ هام للنجاح وصنع الفعل وهو أهل نجران والمتميزون بالقابلية والتهيؤ لصنع المستحيل من خلال هممهم العالية والتي لا تعترف إطلاقاً بالكلل والملل كما عرفتهم.
سرني وأبهجني كثيراً ما سمعته من حراكٍ ثقافي بدأ يدبُ في نواحي نجران, والذي تمخض عنه التنسيق والعمل على صنع مهرجان تعريفي بنجران الإنسان والمكان, ومن ثم أُطلق عليه مهرجان (قس بن ساعدة الإيادي) خطيب العرب الأول وحكيمهم المشتهر والذائع الصيّت إبان عصر ما قبل الإسلام,وتسميته تلك من منطلق انتماء قس بن ساعدة مكانياً إلى نجران.
وعلى ذلك فإن الجمع متلهفون وأنظارهم نجران, منتظرون مهرجان قس بن ساعدة الإيادي خلال الأيام القادمة, نفوسنا وأهواؤنا لا تردد غير(موعدنا نجران)

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *