حتى لا يبكي حبيب.. على حبيب
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]لبنى الجميعة[/COLOR][/ALIGN]
للخيـر أبواب كثيـرة لمن أراد طرقها و سبل متعددة من سلكها ظفر بالرضا والشكر من الله ثم من عباده, بالإضافة إلى مايزرعه عمل الخير في النفس من جمال و محبة و ابتهاج. وللجمعيات الخيرية مشكورة دور كبير في التسابق لتوضيح وعرض وسائل الخير من صدقة وبناء مساجد وكفالة يتيم وتعليمه وغيرها من مجالات البر والخير المتعددة , ونجد لكل جمعية طريقة عرض معينة ووسيلة إعلان وترغيب للتنافس على عمل الخير.
في المقابل هناك باب واحد رغم مايجده الشخص من الخير الكثير والجزيل خلفه إلا أن كثيرا منا يتحاشى فتحه بل تجد الكثيرين يحاولون إسكاتك لو حاولت حتى الحديث عن مايتعلق بهذا الموضوع كما فعلت صديقتي حين حدثتها عن نيتي في التبرع بإحدى كليتيّ لأحد مرضى الفشل الكلوي واكتفت بكلمتين (أنت مجنونة) أو عندما اتصلت بأحد مراكز التبرع لأخبرهم بنيتي في التبرع وأثناء استفساري من الموظف الذي كان يحدثني بكل برود وكأن الموضوع أبعد ما يكون عن إنقاذ حياة لينهي المكالمة بضرورة وجود (محرم) أثناء توقيع الأوراق المطلوبة.
التبرع بالأعضاء ثقافة مغيـبة في مجتمعنا وكل اللوم يقع على الجهات المختصة وعلى رأسهم (المركز السعودي للتبرع بالأعضاء) الذي اختصر دوره على وضع القواعد لكيفية التبرع والإشراف على عملية الزرع ومتابعتها , مهملا بذلك الدور التوعوي والتـثـقيفي وتوضيح أهمية هذه الثقافة , كما أن باقي الجهات منها المستشفيات الحكومية والاهلية وبالأخص تلك التي صرح لها من قبل المركز السعودي بجواز نقل الأعضاء و زراعتها مشتركة بذلك القصور.
ثقافة التبرع بالأعضاء ثقافة غنية بالتكافل والتعاون ومتى ما وجدت هذه الثقافة في مجتمع إلا وأثرته ترابطا ولحمة و زادت عرى الوفاق بين أفراده , وهي ثقافة تدعم مبادئ ديننا الحنيف التي يأمرنا بها فهي مرضاة للرب عز وجل ، وأجر عظيم ،وحياة جديدة كتب لها البقاء بفضل الله ثم بفضل متبرع كانت مساحات الحب الأخوي غمرت جنبات قلبه وآثر بذلك الحب من يجتمع معهم في كنف الدين وعلى عهد المودة إنها إشراقات الشريعة وسعة آفاقها وشمول جنباتها والتي لن تصل لإشراقاتها إلا إذا تشاركت مع من حولك وتبادلت معهم تلك الأحاسيس والمشاعر الصادقة التي توصلك لأن تهب حياتك بكل رضا لإنقاذ حياتهم (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
أن توصي بالتبرع بأحد أعضائك بعد الموت أو أن تتبرع بأحد أعضاء جسدك أو جزءا منها وأنت على قيد الحياة فهو كأن تتبرع بحياة بأكملها , فكثير ممّن هم يرقدون على الاسرة البيضاء وحياتهم مرهونة بجزء من كبد أو كلية تعيد لهم ولعائلاتهم ابتسامة أمل و دمعة فرح يذرفونها حمد وشكرا .
وكم غيب الموت عن أعيننا غاليا تألمنا لبعده و بكاه زوجته وأبناؤه, بجزء من كبد أو كلية بعد مشيئة الله لكان اليوم بينهم, ولعل الكثير منا فقدوا أحبة لهم لنفس الأسباب.
ثقافة التبرع بالأعضاء وسيلة من الوسائل المعينة على حفظ الحياة واستمرارها بعد الله وهي ثقافة دينية اجتماعية لو بنينا عليها مجتمعاتنا لكنا ارتقينا مع كل حياة نحفظها.
التصنيف: