قطاع جازان الجبلي وتفشي الفساد

Avatar

جابر الريثي

وحده القطاع الجبلي في جازان يأتيه الفساد غير ملتحف أو متستر , ولا عجب في ذلك , لأن العدو الحقيقي للفساد غائب عن المواجهة في ساحة هذا القطاع الذي يمثل 35% من مساحة المنطقة ,غياب كل من الرقابة والإعلام ساهم في انتشار الفساد الإداري والمادي . وبطبيعة الحال لا أتوقع بأن أحدا سيفاجأ لو تحدثت في هذا الشأن عن مصاعب الحياة التي يعانيها أهاليه من غياب في التنمية وفقر في مصادر الدخل و تعثر مشاريع أو سوء في الخدمات, لأن هذا أمر يتوقع الجميع حدوثه وحاضر في كل مناطق المملكة , مع تصدر منطقة جازان المعاناة بفارق كبير يضمن لها الصدارة لعشرات السنين القادمة , ولأن الحديث عن تلك المعاناة غير جديد ولتعدد جوانب الفساد وتنوعها في القطاع الجبلي بجازان فسوف اكتفي بالحديث عن جانب المشاريع المختفية ولا أعني بهذا المشاريع المتعثرة أو الناقصة , بل أعني العديد من المشاريع تقرر ويعلن عنها ثم تختفي عند التنفيذ . ومن فرط الفساد أن البعض منها يتم التصريح والإعلان بأنه تم تنفيذها وفي حقيقة الأمر لا وجود لها على أرض الواقع . ومع حضور الإعلام يأتي الكشف عن ملفات الفساد المتعلقة بمشاريع القطاع الجبلي بجازان , ننتظر من هيئة مكافحة الفساد القيام بدورها بالمتابعة وفتح الملفات للبحث عن حقيقة المشاريع المختفية والمتعثرة , ومن أمثلتها اختفاء المشروع السياحي لوادي لجب الذي أعلنت عنه الهيئة العامة للسياحة والآثار في جازان قبل ثلاث سنوات في عدد عكاظ -3002 , لماذا لم يتم البدء فيه؟ لقد اختفى مثل غيره للأبد , ومن الأمور التي تستفز المواطن هو أن يأتي المسئول و يصرح بأنه تم الانتهاء والتجهيز لمشروع لا وجود له في الواقع , مثل تصريح رئيس بلدية الريث السابق لصحيفة الوطن المنشور بتاريخ 15 – 3 – 2011م بأنه\” تم الانتهاء من تجهيز ساحة شعبية \”, والحقيقة أن هذا المشروع لا وجود له تماما , والأسوأ من هذا هو خروج مدير الشؤون الصحية السابق بجازان وتصريحه بأن مستشفى الريث أنهى معاناة الأهالي وقدم خدمات صحية مناسبة , رغم أن المستشفى لم يتم افتتاحه بعد , وهذا الكشف تم نشره في الصحف ولكن لا أحد يهتم بهذا أو بما يحدث في القطاع الجبلي بكامله , هذا الكشف يجعلنا نبحث عن حقيقة عقود الصيانة المعلنة في سنوات لم يشتغل فيها المستشفى بعد. إذا كانت هيئة مكافحة الفساد تسمع وتبصر فإنها تستطيع الحضور للقطاع الجبلي وتنظر للواقع وتبحث عن الحقائق وتقوم بدورها .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *