الهيئة تسجل أول أهدافها هذا الموسم

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

نجحت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تسجيل أول أهدافها في شباك مرمى الفساد وذلك بعد كشفها عن اختلاس وسرقة كميات كبيرة من اللقاحات والأمصال والأدوية من الأجهزة الطبية من مستودعات إحدى المديريات الصحية في إحدى محافظات المملكة. وإذا كان بعض المتابعين قد ظهر معاتباً الهيئة لعدم نشرها إسم المحافظة ومكان اكتشاف سرقة الأدوية بالإضافة إلى بيان وزارة الصحة ،الذي أشار إلى تجاهل الهيئة لدور الوزارة في توفير المعلومات التي أدَت إلى اكتشاف السرقة فإنَ هذا لا يمنع من الإشادة بمجهودات رئيس وأعضاء الهيئة منذ إنشائها وحرصهم على إيجاد وترسيخ مبدأ المراقبة والمحاسبة فهذه هي السنة الأولى لهم في مشوار طويل وشائك نحو تحقيق الإصلاح الإداري والمالي والقضاء على جرائم الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه وهو مايريده المواطن حتى تكون الهيئة بديلاً فاعلاً وقوياً لدور بعض الأجهزة الرقابية الحكومية التي أصابها ضعف أدواتها وتقادم أنظمتها وافتقارها للتحديث والتطوير فاصبحت غير قادرة على استئصال خلايا الفساد .
والهيئة.. وهي التي تزامن أداء أعضائها قسم اليمين مع إعلان مجلس الوزراء عن أضخم ميزانية في تاريخ المملكة للعام المالي الحالي.. تعلم جيداً حجم الثقة التي أولاها لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ، ومنحها صلاحيات واسعة تشمل حرية التحرك في جميع القطاعات الحكومية ومراقبة كافة المشاريع المعتمدة رسمياً والاطلاع على إجراءات عقودها من تنفيذ وتشغيل وصيانة وهي إن نجحت في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها تكون قد كسبت ثقة ولي الأمر وأرضت طموح المواطن الذي تعتبره الهيئة شريكاً أساسياً في عملها وهو قبل إنشاء الهيئة كان شاهداً على تعثر كثير من المشاريع الحكومية التي أنفقت عليها الدولة مليارات الريالات.
والمواطن وهو يقدر حماسة وجهد منسوبي الهيئة في إثبات قدرتهم في الحفاظ على المال العام إلا أنه يرغب من الهيئة أن تعلن عن حالات الفساد في المستقبل بشكل كامل متجاوزةً مرحلة الإعلان إلى مرحلة التشهير سواءً على مستوى الأفراد أو الإدارات خاصةً بعد إعلان الموازنة المالية التي وفرتها الدولة لاستكمال النهضة التطويرية وتعزيز مسيرة التنمية في المملكة.
وبما أنَ الهيئة لا تمتلك العدد الكافي من الفرق الأمنية والميدانية فإنَ جزءاً كبيراً من عملها يرتبط بأطراف أخرى وبالتالي فهي تحتاج إلى تعاون المسؤول والموظف والمواطن وهي في ذلك تشبه رأس الحربة في فريق كرة القدم ينتظر التمريرات المتقنة من زملائه حتَى يسجل أهدافاً، وفي ظني أن الهدف الأول الذي سجلته الهيئة باكتشافها سرقة الأدوية والصدى الإعلامي المصاحب قد يبعثر أوراق أية عناصر فساد محتمل وجودها في أماكن عدَة وجعل أصحابها يعيشون في مأزق و\”حوسة\” تشبه إلى حد كبير تلك\”الشوربة\” التي طبخها أسطورة كرة القدم السعودية وهو يتفنَن بمهاراته العجيبة أمام دفاع المنتخب النيوزيلندي القوي عند تسجيله الهدف الثالث للمنتخب السعودي إبان التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس عام 1984م وحينها صاح المعلق الرياضي الأستاذ علي داوود (رئيس نادي الوحدة حالياً) قائلاً \”شايفين ماجد عامل إيه!!.. عامل شوربة في الدفاع النيوزيلندي\”.
المواطن السعودي يريد من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تسجيل أهداف أخرى في مرمى الفساد وليتها دائماً مثل أهداف ماجد عبدالله.. مباغتة وحاسمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *