النوادي الأدبية والبيات الشتوي

Avatar

عبد الله فراج الشريف
كان من عادة جل النوادي الأدبية أن توقف أنشطتها الثقافية خلال فصل الصيف، وتغط مجالس إدارتها في نوم عميق، لا يستطيعون معه عملاً، ولايستقظون منه إلاّ مع عودة التلاميذ إلى مدارسهم، وغالبها تقدم أنشطة منبرية لا تغني ولاتسمن من جوع إلى أدب وثقافة راقيين، ولما فكرت وزارة الثقافة والإعلام في إنشاء جمعيات عمومية لهذه النوادي تركتها تنشأ عبر حركة عشوائية، ليسيطر عليها من شاء عبر تنظيم لم يعتده جل المثقفين في هذا الوطن، إلا مثقفو تيار واحد، وتفاءل بعضنا أن النوادي في ظل الوضع الجديد ستنفض عنها الغبار، وبه تتجدد أنشطتها، فتملأ فراغاً عجزت المدارس والجامعات عن ملئه، وفشل الاعلام بشتى صوره أن يخلق شيئاً جديداً، ينشر به وعياً وثقافة، ولكن الانتخابات والتي تمثل آلية للديمقراطية، والتي تنجح في كل أوطان بني البشر، فلما وصلتنا متأخرة، فشلت ولم ندرك لها معنى، لشيوع أمية ثقافية بيننا، لا أدري متى يمكننا التخلص منها لنؤمن بها فبها يمكننا أن نغير كثيراً من أوضاعنا المتردية، حتى ولو كان هذا التغيير ضئيلاً فممانعة التطور عندنا لامثيل لها في العالم، ولكن النوادي الأدبية استبدلت غيابها في الصيف ببيات شتوى طويل ، لا أظنه سينتهي قريباً، فقد فشلت الانتخابات التي أجريت فيها أن تحرك ساكناً، وبها أعلن فشل الديمقراطية في بلادنا، فقد تداعت المشكلات حين وصل عن طريقها إلى مجالس ادارت النوادي من وعوا الخصوصية السعودية فأحدثوا الاختلافات التي انتهت ببعضها إلى اعادة الانتخابات مرة أخرى، أو لتصحيح وضع أصبح مستحيلاً، ومنذ تم الانتخاب غابت النوادي عن الساحة تماماً، ولم نعد نسمع من أخبارها سوى ما يتردد من صدى الاختلافات بين اعضاء مجالس الادارات، التي وصل إلى رئاسة إحداها جامع سبع بطيخات كما يقول اللبنانيون، أو من له سبع صنايع والحظ ضائع كما يقول المكيون، وأضاف إليها رئاسة النادي ، وكأن مافي البلد إلا هذا الولد، وحينما تعطى القوس لمن لم يبر قوساً قط، فلا تنتظر قوساً قوياً، بل لعلك إن حملته لتدخل به سوق المعركة منافساً ستخسر منذ اللحظة الاولى، ومادام يدير المؤسسات في وطني من لايجيدون إدارتها، ولايملكن المعرفة بها، ومادام لا يوضع الرجل المناسب في المنصب الذي يناسبه، ولعل في النوادي الأدبية الثقافية عبرة نصلح بها أوضاعنا إذا وعيناها، فهل سنفعل هو ما أرجو.
والله ولي التوفيق
[email protected]
ص.ب 35485 جدة 21448
فاكس: 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *