[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر[/COLOR][/ALIGN]

أتدرون !! لا نريد أن نتسيد العالم بنكهة السيادة القديمة كتلك المدونة في دفاتر حضارة الضاد القديمة ، والتي ضوع شذاها العالم القديم ، لم نعد نرغب في العودة للزمن القديم .. ما نريده .. هو الوعي بحيثيات اليوم .. الوعي بتحديات بكره .. لم يعد لمآثر الزمن القديم ما يشفع لنا باستحقاق الاحترام في عيون أنفسنا والعالم الجديد ، ثقافة « كنا « رغم متعتها لم ولن تطعمنا خبز التقدير .. الخبز مرهون بما نحن عليه اليوم ، الغرب يدرك ما لأجدادنا من فضل على العالم الحديث لكنه في نفس الوقت يعي تردي الحال بالنسبة لأحفادهم ( نحن ) ، هم ينظرون لأسلافنا بعين الإعجاب لكنهم حتماً لم ولن يكترثوا لنا على اعتبار أننا الوارثون لتلك الدفاتر ، بل وربما أن منهم من ينظر إلينا بعين الحنق والكراهية .. لا لأننا من عرق ولون ودين مختلف .. بل لأننا ساهمنا في ضياع وتلف الكثير من تلك الدفاتر تحت ذرائع عديدة .لكن ذلك لم يمنع الحكومة البريطانية مما يعتقده بعضنا ( إنصاف الأوائل ) من خلال معرض « ألف اختراع واختراع « الذي تبناه متحف العلوم في لندن قبل نحو عامين ، والمتفرس في بواطن هذا الإنصاف يدرك أن وراءه ما وراءه مما لا يحسن قراءته سوى المستشعرين بعقدة الذنب في انقطاع سيرورة البناء الحضاري بعد أولئك الروّاد ، إذ لا يمكن قراءة ذلك الإنصاف من قبل حكومة لندن إلا بعين دعوته لنا بالتجرد عن وهم حتمية فوقيتنا عليهم ، وأبسط مبادئ التجرد أن نعي بأن حضارتنا توقف دفقها برحيل ذلك الجيل وانتهى ، ولم يعد لنا الحق في التشدق في كل مناسبة بأن أسلافنا من الأعلام والعباقرة كان لهم الفضل في اختراعات الغرب اليوم لأن الغرب هم من تبنى عبقرية هؤلاء الرواد وسعى في استكمال مشاريعهم . بالمختصر المفيد « هذا المعرض ليس إلا انتصاراً للغرب اليوم الذي هو في ذات الوقت هزيمة للمسلمين .. ولا قيمة لما كان عليه الحال بالأمس « .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *