[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سلطان علي الشهري[/COLOR][/ALIGN]

كم فرحنا بالتوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء أزمة اليمن، بعد أن اشتد البلاء بالشعب اليمني حتى شاهدنا حرب شوارع تداخلت فيها جهات عدة، منها من يرغب في تغيير السلطة والفوز بالحرية ومنها من يعمل بصفة طائفية مقيتة واشتركت معهم بعض القبائل المشهورة حتى أن رئيس أحد القبائل سُلطت عليه الأضواء بشدة كتلميح سياسي بأنه رمز العودة للحكم القبلي.
وبالتدقيق في هذه المعارك التي كانت الايدولوجيا هي البصمة الجلية لها، فقد تداخلت السياسة مع العقائد وتزاحمت المصالح الاقتصادية مع الاجتماعية، والسؤال المهم والذي يفرض نفسه في خضم هذه المنازعات، من هو الخاسر الأكبر؟.. هل هو الرئيس أم القبائل والطوائف ؟ بكل تأكيد إن الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر، الذي خسر الكثير خلال هذا التناحر على السلطة والهيمنة، فالبنية التحتية دمرت بشكل كبير مع أنها لم تصل لتطلعات أبناء اليمن، ناهيك عن إزهاق الأرواح وما يترتب عليه من الثأر المتوارث قبلياً عند اليمنيين.
ولو أشرنا إلى وضع الحوثيين الذي كان مقلقاً لليمن ولدول الجوار كالسعودية قبيل الحرب، لزم من ذلك التفكير في مساعيهم ومخططاتهم ومخططات من يعاونهم وردة الفعل بعد انفراج الأزمة.ولا ننسى أحلام الحوثيين والقاعدة وغيرهم بتقسيم اليمن إن لم يكن وصل طمعهم للسيطرة على اليمن كاملة، لتصبح دول الخليج كالجزيرة في محيط الأعداء، والأمواج تعصف بهم من كل مكان والطوفان الإسرائيلي يتحين الفرصة للمشاركة في تدمير بقايا الجزيرة وساكنيها.
لقد عملت السعودية على سد هذا الثغر اليمني منذ عقود، برسم الحدود والمشاركة في مساعدة الأشقاء اليمنيين مادياً ومعنوياً، وهذا ليس سراً أو أمراً مخجلاً يجب التكتم عليه، بل هو واجب الجيرة وهو أيضا حماية للحدود ووقف لأطماع الطامعين.أعتقد أن الحوثيين وغيرهم لا يشكلون خطراً حقيقا إذا تعاملنا مع الوضع الراهن بقليل من الشفافية وكثير من الإخلاص والعمل، وذلك بأن نكون واضحين في تعاملنا وتعاوننا العسكري مع اليمن وعدم الاستجابة لبعض الضغوط الخارجية، والمبادرة بمساعدتها مادياً وإعادة إعمارها فنكون بذلك ساعدنا إخوتنا في اليمن وهم يستحقون ذلك، وأيضاً نكون قد أوقفنا الخطر الحوثي والقاعدي المتزايد على بلادنا قبل اليمن.وكما أن دول الخليج بادرت وحلت الأزمة فلابد أن تبادر مرة أخرى بقيادة سعودية لتضع حلا جذرياً لمشاكل الحوثيين والقاعدة وبعض القبائل والتكتلات المريبة.
https://twitter.com/#!/SultanShehri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *