مُنتج سعودي يسوّد الوجه
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
مدخل: الذنوب لم تخلق نفسها من العدم بل إن أصحابها هم أول من نفخ فيها روح القُبح وأظهرها على السطح، حينما يسافر المواطن السعودي إلى الخارج فإنه يكتشف حقيقة أن السعودية تعني النفط! لا شيء آخر في نظر الغرب، وفي حال كان سفره باتجاه الشرق فإن السعودية هي مكة والمدينة فقط، أما إن أثقلته ديونه ومنعه ضيق حاله من الاستمتاع بما تبقى له من حياته بأن يرى ثقافات وتقاليد من يشاركه الحياة على هذا الكوكب وبقي في وطنه فسيكتشف (باكراً) أن السعودية تعني الواسطة! لا شيء آخر أيضاً، فإذا ما استثنينا طفولته – أي المواطن – والتي سوف يقضيها بين منزل ومدرسة ومسجد وهي أماكن ثلاثة قد أنجاها الله من خطيئة الواسطة فإنه لابد أن يجد نفسه يوماً قد كبُر وأصبح بالغاً وتائهاً بنفسه لا أرض تقبل به ولا سماء، فبعد أن يُتمم دراسته الثانوية عليه أن يبحث عن رجل ما في إحدى الجامعات وبعد أن يعثر عليه سيضطر أن يدرس في أحد التخصصات التي لم يحلم يوماً بأن يكون طالباً في إحدى قاعاتها، وبالطبع عليه أن يبحث مُجدداً عن ذلك الرجل لعله يساعده في الانتقال للتخصص الذي يريد، وقد يفشل في ذلك ويُكمل مجبراً دراسته في التخصص المُتاح تحت بند (إمسك مجنونك) ليتخرج بعد ذلك حاملاً في يمينه شهادة لا يريدها وفي يده الأخرى هاتفه النقال يبحث فيه عن رجل خارق آخر يساعده في الحصول على وظيفة منها يتزوج ويبني منزله، وبعد كل ذلك من الغباء أن ننتظر من هذا المواطن المسكين أن يساعد في تنمية وازدهار وطنه، بل قد يصبح عالة على مجتمعه وقد يؤذيه أيضاً يوماً ما، ومع ذلك يظل التعليم أقل أوجه المُنتج السعودي (الواسطة) ضرراً رغم أهميته عدا أن لها – أي الواسطة – عدة أوجه أكثر قبحاً كتلك التي تتعلق بالأرواح والصحة والتوظيف، ولعل أكثر ما يخيفني أن يأتي اليوم الذي نحتاج فيه لكي نتنفس لواسطة قوية وما ذلك اليوم ببعيد إذا ما بقينا على ما نحن فيه الآن، كثير من دول العالم المتحضرة لا يستطيع من يسكنها نفي أن للأجانب فضل كبير في ما قد وصلت إليه من تطور في العلوم والاقتصاد وحتى الرياضة فلولا زيدان ورفاقه من المجنسين لما حصلت فرنسا على كأس العالم 1998م، تلك هي المنفعة الحقيقية في منح الفرصة للأفضل فقط، أما ما يحدث لدينا فهو (واسطة) وما بين مكَة والنفط نسأل لماذا تحضر دائماً الواسطة؟!.
التصنيف: