التناقض الفكري بين الافتراض والواقع
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مها الشهري[/COLOR][/ALIGN]
في ظل قيود الاجتماعية التي تمنع الناس من ممارسات حرياتهم وصرامة النقد اللاذع الذي يعانيه افراد المجتمع،وهي عين التجريم والمراقبة التي تضع كل فرد منا يجعل من نفسه حكماً ووكيلاً على تصرفات الاخرين.
في حين ظهور ما يخرج عن المألوف والعرف والعادة , يجد الناس طريقة الواقع الافتراضي على الأنترنت او شبكات التواصل الاجتماعي على اختلاف أشكالها \” وسيله\” لممارسة الحرية دون قيد ودون مسؤولية أحياناً.هذا ما يشكل لنا رؤيه من التناقض الفكري لمستخدمي هذه الوسائل واختلاف ما يتم طرحهم فيها مع واقعهم الحقيقي الذي يعيشون فيه، حيث إن هذه الوسائل هي الفرجة في التعبير عن الذات الحقيقية وهي المتنفس الذي لا يقيد بثقافة العيب او الحرام،ولربما خضعت بعض السلوكيات أحياناً على الجانب السلبي لـسطوة التمرد أوالعداء أو التحرر اللا أخلاقي الذي قد يؤذي الاخرين تعبيراً عن طاقة مكبوتة تقوقع عليها الفرد ودفنه المجتمع في ضريحها كالميت،وهذا الأمر هو الذي لا يجعلنا نحقق التوازن في طرق معيشتنا وتناول حياتنا وتشاركها مع الاخرين .
لذلك علينا أن نعيش هذه الحرية المتزنة بضوابطها وشرعيتها مع انفسنا وفي واقعنا ونغير المجتمع البائس الذي يفرض نفسه،وتسوغ له العادات مصادرة الاخرين وانغلاق فكرهم وحرية آرائهم , فالواجب معاملة الناس من المنظور الخلقي الإنساني،لأننا نتعامل مع خالقنا وضمائرنا وليس مع الناس حتى مع من لا نعرفهم.
والتناقض هو اكبر عيوب الفكر والعمل في الناس وإن من نضج الشخصية ان يكون المرء صادقاً مع نفسه , ذلك اقرب ايضا لسلامة ضميره
لأنها أحياناً ليست سوى دوافع خفية \” لا شعورية \” ولكن علينا إدراكها وبالتالي إدراك ما يجب أن نكون عليه .
نحن نعيش مشاعرنا وروح مشاركاتنا ونتعامل مع الآخرين بهذا المقتضى وهذا الواقع الافتراضي مجرد \”\” رابط \”\”..
بينما القول والفعل صادر منا ويعبر عن ذواتنا .
التصنيف: