[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عيسى الواصل [/COLOR][/ALIGN]

المتابع لحراك المجالس البلدية مُذ انطلاقتها في عام 2005, وما صاحب تلك الفترة من حماس وأطروحات وتفاؤل بالخطوة الانتخابية والإيجابية لمشاركة المجتمع المدني في أهم القطاعات الحكومية الخدمية والحيوية, يرى بوضوح البون الشاسع ما بين تلك الفترة الأولى للمجالس وما احتوته, وما بين الفترة الحالية الأقل حماسة وتفاؤلاً, حيث في بداية انطلاقة الترشيح للمجالس البلدية ظهرت أسماء معروفة ومرموقة وكانت في الغالب من ذوي الاختصاصات الهندسية وأصحاب الشهادات العليا وبعض من الشخصيات الاجتماعية التي عُرف عنها مشاركتها ومساهمتها الاجتماعية قبل دخول المجالس البلدية للحراك الخدمي والاجتماعي, وكان إيجاد مجالس بلدية بمثابة مأسسة بعض تلك الأعمال للشخصيات الفعالة والمساهمة خصوصًا في ما يخص مشاكل الأحياء واحتياجاتها ومعاناة قاطنيها, فيما انعكس الحال رأسًا على عقب في الدورة الثانية, بيد لم نر أسماءً معروفة أو متخصصة أو ممن اشتهرت بالأعمال الاجتماعية والمساهمات الخدمية في المجتمع وجمعياته ومناشطه وفعالياته, بل لم يظهر من الأعداد نصف ما ظهر في الدورة الأولى, وكان العزوف واضحا بقلة المرشحين لأنفسهم في الدورة الثانية, كما لم يتفاعل المواطن ولم تشهد المجالس الخاصة والمنتديات والمواقع الإلكترونية المهتمة بالمحافظة أو المنطقة حماسة كما شهدتها الدورة الأولى, وكأنه اتفاق «غالبية عظمى» بعدم جدوى المجالس البلدية, وهذه صورة واضحة لكل إنسان يعيش وسط هذا المجتمع ويتابع التفاعل مع شعار «شارك في صنع القرار».
أسباب عزوف المرشحين لأنفسهم نسبة للدورة الأولى, وبرود الناخبين تجاه المجالس البلدية, وكثرة النكات الساخرة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعية, والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمنطقة التي تشهد عمليات ترشيح وانتخاب, ورسائل الهاتف النقال توضح مدى احتجاج المواطن على وضع تلك المجالس وصلاحياتها المتواضعة التي لا ترتقي بأن تكون حاملة لشعار «شارك في صنع القرار» لأنها وفق صلاحياتها عجزت حتى عن متابعة المشاريع المتعثرة, أو الوقوف ضد القرارات الاجتهادية والارتجالية لرؤساء البلديات, أو حتى تطبيق ما تضمنته البرامج الانتخابية للمرشحين, وإلا ما سر التفاعل والحماسة وكثرة أعداد المرشحين من ذوي الشخصيات المعروفة في اختصاصها ومساهماتها الاجتماعية, ومشاركة الناخب بهذا التفاعل في البحث والتسويق للأفضل, والعزوف الواضح والتذمر المصاحب «والساخر» في الدورة الثانية؟.
[[email protected]]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *