[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كان وجهه في ذلك الصباح عابساً.. وعضلات «خديه» نافرة بينما بدت عيناه حمراوين كأنهما لم يذوقا للنوم طعماً هكذا وصفه له «مدير مكتبه» قبل أن يخطو إلى باب المكتب كأنه يعطيه فرصة للتراجع.
استمع باهتمام بالغ إلى كل هذا الوصف الدقيق ولكنه بعد برهة من التفكير قرر الدخول عليه مهما كانت النتيجة فرك كفيه قرأ كل ما يحفظ من الآيات القرآنية الكريمة ليبعد عنه نحسه وشره.. بهدوء فتح الباب عدّل من وضع «غترته» وعقاله المائل إلى الخلف قليلاً.. وبخطوات وئيدة قطع المسافة بين الباب.. والمكتب أحسَّها مشواراً طويلاً ومرهقاً.
كان زملاؤه يسترقون السمع من خلف الباب لعلهم يستمعون إلى «صرخات المدير» توسط الغرفة .. انتابه شعور أنه لم يتنبه له «تنحنح» أيضاً لم يعره التفاتة كان غارقاً فيما بين يديه من أوراق يقلب فيها بامتعاض واضح وقف أمامه في هدوء بحث عن صوته لم يجده بلع ريقه.. امتدت يده إلى طرف المكتب لمحها.. رفع إليه رأسه نظر إليه من خلف نظارته الذهبية بحدة.. وبصوت أجش قال له:
مخصوم عليك ثلاثة أيام..
فتح عينه دهشاً.. بلع ريقه بصعوبة وتساءل لماذا؟ ودون أن يرفع نظراته عمَّا أمامه من أوراق قال له بحدة:
لأنك تجالس .. وتسارر من أنا على خلاف معه .. ماذا بينك وبينه؟.
أبداً لا شيء.. إنه رجل لم أر منه شيئاً ضدك لم أسمع منه شيئاً قد يلحق بك ضرراً.
وبصوت أكثر عنفاً رد عليه قائلاً إن خلافه معي كافٍ كي يجعلك لا تجالسه.. بل إن جلوسه في مكاني كافٍ لكي يجعلك لا تجالسه.
وبجرأة غير متوقعة قال له ولكنك أنت تجالسه بل أراك تنادمه الحديث والضحكات لا تنقطع بينكما عندما يضمكما مجلس «ما».
هذا شغلي..
صمت، مدَّ له بعض الأوراق.. بدا له وهو يوقع عليها كأنه «أحدب نو تردام» .. راودته نفسه أن يصفعه على رأسه ويخرج من هذا المبنى رافع الرأس.. دون أن يرفع عينه إليه قال له في حزم هذا الكلام بيني وبينك:
حاضر والثلاثة أيام الخصم؟
خلاص سوف أعفيك منها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *