الثقافة العربية والقيم .. وصبيان العبث
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الواحد محمد [/COLOR][/ALIGN]
الثقافة العربية تلعب دورها في تعزيز القيم الاجتماعية بين أبناء الشعب العربي الواحد مجازاً اليوم بعدما حاصرتنا الهموم والفوضي والكوارث المثمثلة في تسطيح الكثير من الفلسفات المنهجية في بناء إنسان ووطن !
ولعلنا هنا نشعر بكم من الأسي في ظل التصعيد الخطير علي قطاع غزة المحاصر والذي يئن من الظلم البين والذي لا يتوقف مداه النفسي عند الجوع والعطش بل القتل العشوائي لمناطق مدنية كأن العقول خلت من المنطق.
فبأي مبرر يدفع ثمن ذلك المخطط الجهنمي نساء .. وشيوخ .. وأطفال ..وعزل لاناقة لهم ولا جمل، فهل معيار القوة الدولية يكمن في القتل وتعذيب البشر بالجوع ورفض حتى أبسط الحقوق العلاجية التي ربما تعيد الأمل في حياة شخص قبل أن يهلك ! تحت دعاوي عجيبة ومريضة ووهمية هدفها القضاء على أبناء الشعب الفلسطيني بصورة هتلرية لا تتناسب مع فلسفة العقل في الألفية الثالثة ؟
وهنا يكمن التساؤل ليس من باب الاستعطاف والرحمة بل من باب العلم والبحث عن طريق كي نعيد للثقافة رونقها وعمادها في خلق رحلة متميزة تؤمن بالسلام الحقيقي لكل البشر ،وإلا دفع الجميع الثمن بفضل هذه السياسات الفوضوية والتي ستخلق روح الكراهية والعداء بين أبناء الشعوب عامة فلنا حق كما لهم الحق وعلينا بأعادة روح الثقافة الأصيلة بين المجتمعات كلغة حوار جاد يعيد على أقل تقدير شيئاً من الاستقرار الذي حرمنا منه ونحن نرى الحصار دون الطائرات والصواريخ بعيدة المدي تنال من بني البشر في القطاع بلا رحمة ومهما كانت النتائج التي ستترتب على هذا الجرم والدموية فل يرحم التاريخ هؤلاء الذين استحلوا قتل نفس بريئة ولا أعتقد أن روح الأديان السماوية الثلاثة تبيح ذلك العبث بمقدرات بني البشر .
كما لابد من وجود بدائل تدفع الأذي عن المظلوم شعباً وأنساناً في معطيات الثقافة الجديدة والتي تأمل أن نجدها بين ضفتي كتاب عربي عسي أن تشعر من خلاله الأجيال الجديدة بانتماءاتها الوطنية والاجتماعية المختلفة.
فلا لكل صبيان العبث وأيضاً التبريرات الوهمية التي تشبه بيتاً هيكلياً لا تسمن ولا تغني من جوع،وعلى سائر إعلامنا العربي أن يتحرر هو الآخر من سيطرة العولمة والتي لم تخلق غير الضعف الذي خيم علي روح الثقافة، القصيدة غائبة والمرأة في كثير من الأحيان تستغل بشكل غير مقبول فتتحول من كيان إلى سلعة اقتصادية مما ينتج عن ذلك مضاعفات عديدة في الجسد والعقل بالتالي يدفع الوطن الثمن فادحاً.
ولعلني أرى في غزة اليوم صورة للمرأة التي تغربت عن منزلها ولم يعد لها كيان لأنها ارتضت لنفسها التشتت ،فهل نستعيد روح الثقافة العربية الغائبة لكي نحرر غزة والعراق وسائر الأوطان من لعبة الشيطان وننتج سلعاً لا تعرف غير تحيى فيها كل قصائدنا الهاربة في سماوات فضائية تبلى بالكوارث رغم عن أنفها ويطل علينا محمود درويش في يوميات غزة بقوله سجل أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون سجل أنا عربي في رحلة ربما تكتمل قبل فوات الأوان في يوم لايعرف غيوم ولو لمرة واحدة .
التصنيف: