توفيق الحاج

ما ان رأيت الصرامي تهوي فوق رأس العقيد ,مع رفس ثوري حصري غاية في الاستعراض والتشنج ,حتى اعادتني الذاكرة وبسرعة الى نفس المشهد عند فتح بغداد قبل 8 سنوات على يد \”بوش خان\” ملك بلاد الامريكان . نكاية في صدام الذي واجه لحظة الاعدام , وفي يوم عيد الاضحى بالكمال والتمام .وضاربو الصرامي من المتشنجين العراقيين سرعان ما ضربوا واهينو بصرامي المحتلين,وبوش نفسه لم يسلم من صرماية عابرة للقارات,حكمة إلهية لايعيها للأسف اللاهثون والبائعون.
العقيد لم يعمل ليوم تطفح فيه النفوس من ظلم التتر والمجوس , فساح وطاح ومنع واباح اربعة عقود محاطا بالحارسات الفاتنات والجنود ولما حانت الساعة اعتلى المكان وهاجم الجرذان, وقال الى الامام حررو ا البلاد لكن يا حوف ,كان الناتو بالمرصاد ولم ينفع امام القاذفات لا دبابات الروس ولا صواريخ سكاد,صمد العقيد امام الناتو الجبار ماصمد الى ان تقطعت به السبل وانحسر المدد فاغلق عليه بابه يشكو الى الكتاب الاخضر ما اصابه وقد تفرق عنه الخلان وخانه الرفاق والاخوان, وهكذا وصل الفاتح الى ذات النهاية وفي كل قصة عبرة وآية.

العقيد صاحب الدار دار والزنقة زنقة اصبح الان بلا دار وفي زنقة وربما يضحي به عبد الجليل غير نادم في عيد الاضحى القادم ,ولكن مايهمني بعيدا عن منهج المؤامرة او نية التشكيك هو ملاحظة ان ماجرى للعقيد هو فصل من كتاب متشابه الفصول والاسباب ظاهره \”الشعب يريد \” وباطنه الاستعمار الجديد,سيسقط كل من تريد امريكا سقوطه من الفرائس,.انا وبلا جدال او مماحكة مع حق الشعوب في الحرية ومقاومة الظلم والفساد خاصة واني فلسطيني يتجرع طوال عمره قهر الاحتلالات ومرارة الهزائم والنكسات وظلم القيادات والانقسامات.ولكني امعن النظر رغم انفي في صورة عرضتها (الجزيرة ) لعرس العزيزية قبل الافطار وهي لثائر شاب,يقبل العلم الامريكي وحوله يرقص الثوار, واخرجت من قرص الذاكرة صورة علاها الغبار لعراب ربيع العرب الحالي الفيلسوف اليهودي الفرنسي برنار وهو يمتدح جنود اسرائيل بعد مذبحة جنين,وقرأت ماكتبه الاسرائيلي اللعين مراسل يديعوت احرنوت الكهين الذي حط في طرابلس ملاكا وهو يحتفل مع المنتصرين ويتغزل بتمر الفاتحين, واضحكني الى حد البكاء التقاء اغاني القومية العربية مع طلعات الناتو و فتح العزيزية على مائدة إعلام (البسوس) .
الحقيقة
ان الثوار والمنشقين اصحاب السيادة مع سركوزي وبيرلسكوني وكاميرون واوباما يرقصون وعلى اشلاء جنون عظمة القذافي يلتقون , النصر العريض على الرجل المريض لم يكن ليتحقق إلا بطلعات الناتو الذي سرعان ماسيقول لحكومة الثوار هاتوا ، ففي هذا الزمن لانجدة ولا مساندة بدون مصلحة القذافي الذي كان دائما خارج التغطية يرحل غير مأسوف عليه وينظم للراحلين ، ولكن ليبيا وسورية ينتظرهما تمام الافتراس وما الثوار الا مسلّمو الامانة بامانة الى التتار .ويا احباب,.الايام القادمة ستثبت ان كنا على خطأ أم على صواب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *