بتقوى اللـه ثم التنمية والتخطيط

• أحمد محمد باديب

أحمد محمد باديب

يكون بناء الأوطان أولاً: بتقوى الله
وثانياً: أن تعمل بالإحسان وهو: ( أن تعبد الله كأنك تراه)
والعمل : عبادة فيجب أن يتقي الله كل مؤتمن على : (عمل أو مال أو الشعب أو أمة)
فتقوى الله هي اساس كل الاعمال الدنيوية والأعمال الروحية أو الدينية، لقد كتبت مقالات كثيرة عن السّعوَدَة وأسميه أنا: (إيجاد فرص العمل لسكان هذه البلاد سواء أكانوا سعوديي الجنسية أو غير سعوديين) خاصة المسلمون منهم.
فنحن قد قلنا أننا دولة إسلامية وفي الإسلام كل مسلم هو أخ لأي مسلم ويجب ان لا تناقض أعمالنا أقوالنا كما قال تعالى : ( كبُر مقتاً عِندَ اللهِ أنْ تقُولوا مَا لا تَفعلُون) سورة الصف الآية \”3\”، ليس هذا فقط؛ بل يجب أن نعلم بأن لبلدنا هذا خصوصية هي ليست لأي بلد آخر وهو وجود مكة المكرمة والمدينة المنورة الذي يعطي الحق لأي مسلم أن يلجأ إلى هذه البلاد، فهي بلاد هجرة الإسلام التي يأرز إليها الفارون بدينهم العطشون لمعين الحرمين، إن هناك يا أولى النهي عائلات كثيرة وأشخاصا كثرا مجاورون للحرمين حباً في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هل سنطردهم منها بالنظام الجديد!!
إن بعض هؤلاء لهم أكثر من ثلاثين عاماً، وإني والله لأعرف زميلاً له أكثر من خمسين عاماً لم يُعطَى الجنسية.
ولنفترض أننا استطعنا في هذه السنوات توفير فرص عمل لكل السعوديين ماذا سنفعل بعد عشر سنوات؟ هناك أجيال قادمة ونسبة التناسل في بلادنا من أكبر نسب العالم ماذا سنفعل؟
إن توطين الوظائف لا يكون بمثل هذه الوسائل، إن التنمية والتخطيط السليم هما الوسيلة الكبرى لعمل كل المقيمين على أرض هذا الوطن، إن بلادنا لديها فائض تجاري يتجاوز تريليونين من الريالات، وبهذه الأموال نستطيع إقامة مصانع على أهم منتج لدينا وهو البترول، إن الصناعات البتروكيماوية لا تزال في مراحلها الاولى في بلادنا ويمكن ان يكون هناك منتجات لاحصر لها ومصانع بالمئات كما أن الله قد اعطانا بلاداً شاسعة ، فإقامة وادٍ للسيلكون على صحراء الربع الخالي سيحقق عددا كبيرا من فرص العمل ثم إن مالدينا من رمال يمكن ان يقام عليها صناعات عظيمة في مجال صناعة الزجاج والرقائق وغير ذلك كما لدينا معادن وجبال يمكن أن نقيم عليها صناعات تعدينية كما لدينا كميات من الغاز في الشمال الغربي يمكن ان يقام عليها صناعات عظيمة أما الطاقة الشمسية فحدث ولا حرج إن بلادنا الشاسعة تستطيع أن تسهم في تغذية العالم بالطاقة الشمسية والهوائية ونستطيع بيع هذه الطاقة للعالم ، أما مشاريع تحلية المياه فقد اعطتنا كميات من المياه هي ملايين الأمتار يومياً يستعملها الناس ولو عالجناها لما كلفتنا شيئاً وستنتج عنها أنهار تجري لتقام عليها الزراعة.
أعود وأكرر: إن التنمية بشكل مستمر مع التخطيط ذلك ما يحقق الأمل في توطين الوظائف.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين…

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *