تصرفات تسيء للإدارة والعمل

Avatar

ابراهيم معتوق عساس

عندما يوجه نقد لأعمال وتصرفات بعض الإدارات الحكومية، فإننا نسمع على لسان بعض المديرين من يدافع دفاعاً مستميتاً عن تلك الادارات ويبين عدم وجود تقصير من قبل المدراء وإنما التقصير يحصل في تلك الادارات لوجود مجموعة من اسوأ الموظفين فإن نقلت هذا النقد او التبرير الى بعض الموظفين في تلك الادارات مع اننا نعرف أن الدفاع من قبل المدراء في غير محله، ولكن من باب معرفة الحقيقة كاملة ووافية وسألت أولئك الموظفين لوجدت منهم من يقول إن إخواننا المديرين يتحدثون عنا ويحملوننا التقصير وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن الحل والربط في أي إدارة من الإدارات في يدهم، وإن من لم يعجبهم ولا يكون معهم يبعدوه ويقربوا المحسوب عليهم وأن المحسوب عليهم حتى لولم يك كفئاً فإنه يلقى الدعم والتشجيع والترقية، لذلك فإنهم لايتحدثون عن أنفسهم وأنهم جزء مهم وأساسي في التقصير وكأن على رأسهم ريشة.
فهناك عينات من المديرين الذين يمكن وصفهم بأنهم اسوأ من اسوأ الموظفين وتأثيرهم على الانتاج كبير جدا، فإن صلح اعوجاج العود استقام الظل، فوظيفة مدير مهمة جدا وأخلاقه وتصرفاته وقراراته وأمانته وإخلاصه تنعكس على تصرفات العاملين في ادارته ، وفي الحقيقة فإن الادارات التي فيها قصور ولم يستطع المدير تصحيح أوضاعها، وتركها على اعوجاجها واكتفى فقط بتوجيه اللوم الى الموظفين وأنهم هم السبب واتهمهم بالسوء فإن مثل هذا المدير لو ذهبت الى مكتبه وتابعته فإنك ستجد أنه يداوم في العمل متأخرا وبعد ذلك يقفل باب مكتبه لشرب الشاي وقبل دخول وقت الصلاة يُغلق مكتبه حتى يهيئ نفسه للصلاة وبعد الصلاة بنصف ساعة يأتي الى مكتبه وإن حاول احد المراجعين الدخول عليه شاكيا من تأخر معاملته اسابيع وأشهر كان جوابه دائما: أنا وزعت الصلاحيات لمدراء الاقسام وكل واحد منهم لديه صلاحية واسعة ولايكلف نفسه أي عناء، وكأن الإدارة استراحة له يقضي فيها اجمل ساعات النهار وبهذا تنتشر الفوضى في أركان الإدارة التي يرأسها فإن سأله أحد عن ما يدور في الإدارة من فوضى رماها علينا نحن الموظفين.
إن بعض المدراء لا يهتم بالإنتاج في العمل ولا بمصالح الناس، كل ما يهتم به هو ارضاء المسؤولين في الادارة العليا، وبعد ان يكون صداقة قوية بناها لغير مصلحة العمل مع اصحاب القرار في تلك الجهة فقد بنى لنفسه سدا قويا يمنع عنه النقد والتوبيخ والنقل حتى لو تضرر كل المستفيدين من هذه الأدارة ، لذلك حتى لو أصبحت الإدارة فوضى في فوضى وكانت العلاقة قوية بين المدير وأصحاب القرار في الجهة العليا لهذه الادارة فإن المدير سيحصل على كل المزايا له ولمن هم على شاكلته من الموظفين الذين ينفذون أوامره حتى ان لم تكن نظامية، أما باقي الموظفين فإنه يقوم بتجميدهم وتطفيشهم وركنهم ولو كان بعضهم يعد من انزه الموظفين ويحمل شهادات عليا ودورات وخبرات وغيرها فإن \”جحرش\” لا يمكن مثل هذا الموظف من العمل، بل يركنه ويمنع عنه الضوء والماء والهواء وعندما يحاول أي موظف أن يرفع الامر لادارته العليا فإن السد الموجود والمؤيد \”للجحرش\” يمنع وصول تلك الاعتراضات والحقائق التي تبين ان المدير ليس هو الرجل المناسب، لذا فإن الأمور تظل كما هي لأن من يدعمونه لا ينظرون الى المصلحة العامة فتنتشر الفوضى ويتكاثر ويتوالد ويتربرب ويتمكن غير المناسب ويكون أمراً واقعاً ويصبح الاصلاح صعبا فإن سئل هذا المدير عن القصور في الإدارة قال إن لديه اسوأ الموظفين مع أنه يكون اسوأ منهم لأنه قدوتهم في السوء إذا كان ما قال عنهم صحيحاً.
إن وجود إدارة ناجحة يحتاج الى مسؤول إداري ناجح وعندها ستستقيم الأمور ولا يستطيع الموظف المقصر أن يجد له مكاناً في الإدارة الناجحة التي يقودها مدير ناجح أما إذا تولى المسؤولية من لا يستحقها فإنه سيجلب السخط على نفسه وعلى الادارة .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *