ماجد بن عبد العزيز الأمير والعبد الفقير

• أحمد محمد باديب

أحمد محمد باديب

عندما كنا صغاراً نلعب في أحوشة جدة كرة القدم وغيرها من الألعاب كان هناك بيت لا يقفل بابه ولا يطرد زواره ولا يقصده أحد إلا وجد فيه مناله، إنه بيت أم ماجد نعم بيت والدة صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله المرأة الرائعة التي فتحت قلبها وبيتها بالحب لكل أبناء الأمراء الذين يأتون من جميع انحاء المملكة سواء أكانوا اصدقاء لابنائها ماجد وسطام أو غيرهم ، وكان هذا البيت بالقرب من المطار القديم في بداية طريق مكة وكانت هذه المرأة الصالحة رحمها الله رحمة واسعة هي التي اختارت جوار البيت قبراً بدلاً من مقابر الرياض التي يدفن فيها الامراء وكم هم اولئك الذين اختاروا مقبرة مكة عن مقابر غيرها محبة في الجوار الطيب رحم الله والدة الأمير ماجد ووالدة الأمير محمد العبد الله الفيصل وغيرهن في ذلك الجوار.
وما كان الأمير ماجد إلا ابناً لهذه السيدة الرائعة وكان رحمه الله باشا مبتسماً دائما لكل زائر ، فيه تواضع قل مثيله وفيه حسن استقبال لا نظير له وله قدرة على التحاور لا تعرف التدليس ولا التضليل ولا العزة بشيء سوى الحق ، له عقل جامح وفكر لم تكن للاسف العقول لتستوعبه، كنا نجلس معه في فندق الهيلتون في سويسرا كل يوم عندما كان في اجازته فنسمع منه التاريخ ونسمع منه الطموح والآمال لقد سبق عصره.
كان رحمه الله واثقاً من نفسه دائماً يتحدث دون وجل له آراء لا يخشى ان يبوح بها وله سياسة يلتزم بها ملؤها السمع والطاعة لولى الامر ولكنه لا يسكت عن النصح اتعبته آماله وأفكاره وطموحاته وما كان يتمنى ان تصل اليه المملكة من تقدم ورقي ليس فقط في الصناعة والزراعة لا بل في السبق في عملية الشورى والعمل المؤسساتي ، كان رحمه الله إن استطاع ان يستر على عيوب من اخطأ فعل ( ولم يكن أخطأ في حق الغير) وكان يعمل على خلق مجتمع في منطقته متصالح مع بعضه متقدماً علمياً وأدبياً كان له مجلس في بيته يحضره من يحب أن يسمع من أحد ابناء الملك عبد العزيز مالا يخطر لك في بال أفق جد واسع وعلم وفلسفة للامور نادرة.
عرفت أبناءه في مدارس الثغر يوم كنت مدرساً فلنعم الابناء مشعل وعبد العزيز ولنعم الاب ماجد بن عبد العزيز.
وعرفته أكثر يوم كنت اعمل في الاستخبارات ولا أنسى يوم خرج من بيته في الليل ليستقبل احد العاملين في الاستخبارات ممن اسروا في الخارج لأنهم من المملكة العربية السعودية فجاء وحده لا سيارات ولا حراسات ولا احد سوى سائقه كان يوم إجازة ولكن حرص سموه على تكريم هذا المواطن الذي كان يقدم حياته لبلاده في الخارج حرص مسؤول وأمير ومثقف قل ما عرفت مثله.
رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز ورحم كل مخلص لهذه البلاد الطاهرة إنه ماجد الخلق والدين والعلم رحمه الله ووفق ابناءه ليقتدوا به فيكونوا امجادا مثله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *