[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شعر: عبدالله البردوني[/COLOR][/ALIGN]

هذا جزء من رائعة الشاعر الكبير عبدالله البردوني رحمه الله التي كان يعارض بها قصيدة أبي تمام الطائي التي مطلعها: السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب . لنقرأ ما كتبه الشاعر الكبير في تلك القصيدة؟

[poem=font=\”Simplified Arabic,4,black,normal,normal\” bkcolor=\”\” bkimage=\”\” border=\”none,4,gray\” type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char=\”\” num=\”0,black\” filter=\”\”]
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي=مليحة عاشقاها: السل والجرب
ماتت بصندوق \”وضاح\” بلا ثمن=ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت=في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث مابرحت=حبلى وفي بطنها \”قحطان\” أو\”كرب\”
وفي أسى مقلتيها يغتلي يمن=ثان كحلم الصبا… ينأى ويقترب
حبيب تسأل عن حالي وكيف أنا؟=شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك \”رحلاً\”، ظهر \”ناجية\”=أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة=كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر =أضنى لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر =رحلي دمي… وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا=في داخلي… أمتطي ناري واغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي=وحولي العدم المنفوخ والصخب
حبيب« هذا صداك اليوم أنشده=لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟=إني ولدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني=والأربعون على خديّ تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على=وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على=نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
وتجتدي كل لص مترف هبة=وأنت تعطيه شعرا فوق ما يهب
شرقت غربت من (وال) إلى (وال)=يحثك الفقر… أو يقتادك الطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت=فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه=ولادة من صباها ترضع الحقب
»حبيب« مازال في عينيك أسئلة= تبدو… وتنسى حكاياها فتنتقب
وماتزال بحلقي ألف مبكية=من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا=ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا=يوما ستحبل من إرعادنا السحب؟
ألا ترى يا »أبا تمام« بارقنا=(إن السماء ترجى حين تحتجب)
[/poem]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *