قيادة المرأة بين النظم والضرب بالعقال

• عبدالله فراج الشريف

عبدالله فراج الشريف

استوقفني خبر ايقاف السيدة منال الشريف وهي تقود سيارتها الخاصة بمدينة الخبر من قبل دورية مرور، لكنها لم تحقق معها، ولم تبد أسباباً دعتها الى ايقاف السيدة، وإنما تمت من قبلها مخاطبة سريعة لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الخبر لتتولى القضية بدلاً عنها.. وهو أمر يثير الاستغراب، فالمخالفة إن وجدت مرورية، فهي من اختصاص هذه الدورية، فلماذا استدعت الهيئة، التي أدركت أن القضية لا تدخل تحت اختصاصها، ولهذا أحالتها إلى شرطة الخبر، وبما أن نظام المرور يخلو من مادة تحرم على النساء قيادة السيارات، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترى أن قضية كهذه تختص بمعالجتها جهات أخرى غير الهيئة كما صرح المتحدث الرسمي باسم الهيئة، ولكنه مع ذلك قال: إن حضور الهيئة مكمل وليس أساسياً في القضية في تناقض سريع لا حاجة إليه، وهذا يدل بيقين على أن الموضوع كله محير لمن باشروا الايقاف، ما دام أنه لا يوجد نظام يمنع النساء من قيادة السيارات.
وتبقى الحجة أنهن لا يملكن رخصة محلية، رغم أن الكثيرات منهن يحملن رخصة دولية، ورغم أن هذا النظام أيضاً لا يوجد فيه نص يمنع أن تحصل المرأة على رخصة قيادة للسيارات، مما يعني أن هذا الأمر ككثير من أمورنا محير يحتاج إلى حسم، فإما أن يعدل نظام بالمرور ويضمن مادة تمنع النساء من حقهن في قيادة المركبات الخاصة، وإما أن يصدر نظام يبيح لهن القيادة رغم مخاوف من فتنة تقع بسببها كما يزعمون من ضوابط تجعل هذه القيادة آمنة لا تثير في كلا الجنسين شهوة أو فتنة.
ونحن نلاحظ أن طبيعة مرحلة التطور التي تمر بها البلاد قد تجعل هذه القيادة واقعاً في حياة الناس وتصبح حقيقة ماثلة، تدل لذلك خطوات التطور التي مرت بالبلاد من قبل ووجد لها معارضون شرسون، ولم تؤد معارضتهم إلى الغائها، وحتى لو استخدم المعارضون الجدد العقال سوطاً يجلدون به قريباتهم إن أردن قيادة السيارات فهل نحن نفعل هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *