أزمةُ أوباما.. وإسرائيل.. و… !

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن الأنصاري[/COLOR][/ALIGN]

أمريكا وإسرائيل اليوم في مأزق حقيقي، جراء استمرار إسرائيل في ابتزازها رؤساء وقادة الولايات المتحدة بعصا وجزرة منظمة الضغط الأمريكية المتصهينة (ايباك).. فالشعوب العربية في (تونس، ومصر،وليبيا، واليمن، وسوريا) التي حررت نفسها ما بين عشية وضحاها او التي لاتزال تتحرر من ذلّ طغيان الذين كانوا أحجار شطرنج تُحرّكها واشنطن بما يضمن استمرار أمن دويلة الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين.. إنّ تلك الشعوب التي واجهت دبّابات وراجمات وأسلحة الطّغاة بصدورهم العارية، لن تقبل بعد اليوم أن تظلّ فلسطين السليبة البلد الوطن الوحيد الذي لا يزال يرزح تحت الاحتلال والحصار والقتل والتجويع وإحلال شُذاّذ الآفاق محلّ أبنائه المطرودين.. وكلّ ذلك يتمّ تحت سمع ومرأى العدالة والديمقراطية وسيادة القانون، وكل القيم الإنسانية والأخلاقية التي تُخاطب بها واشنطن العالم وتُلزمه بها باستثناء تلك الدولة الوحيدة التي لا تزال تُمارس الاحتلال، تحت مظلة والدعم غير المحدود من دولة الحرية والعدالة: الولايات المتحدة الأمريكية.!!
وإلى زعماء وقادة فلسطين أقول: كّثّرَ الله خيركم وبارك جهودكم، فعلتم كل ما بوسعكم من أجل إنهاء الاحتلال كما تزعمون فأصبحت جهودكم تلك، وكأنها جهود تسعى إلى مساعدة الصهاينة فيما يريدونه بفلسطين من حيث بناء المستوطنات وأعدادها المتزايدة، وتمزيق الشعب الفلسطيني وتشتيت وحدة كلمته، والحصار وتشديده، والأعداد المتنامية والمتزايدة للقتلى والمسجونين والمحتجزين… فاغسلوا أيديكم من فلسطين وأحلام اليقظة بتحريركم لها، فتلك مفخرة لم تتأهلوا لها، وقد ادّخرها الله لشباب فلسطين وشباب الأمة الذين أسقطوا من أسقطوا، والدّور الآن بدأ يقترب زحفاً من خلال أسلحة الصدور العارية، والحناجر المدوية أصواتها بـ (الله أكبر) للقيام بما عجزتم أنتم عن فعله، و قد هرم منكم من هرم في سبيل تحقيقه فلم يخرج بطائل، فأصبحت الحقيقة المرة هي أنّ فلسطين ستظلّ محتلة ما دام بعض أبنائها يشكلون فيها (الطابور الخامس) الذي يمدّ الكيان الصهيوني المتداعي بأسباب مقومات البقاء.
السؤال المطروح اليوم هو: ماذا عسى الرئيس الأمريكي أوباما أن يقول غداً في مصر لو كرّر خطابه الشهير على مدار جامعتها…. فهل سيُحدّث شباب الثورة والتغيير في مصر الذي أسقط من أسقط..هل سيحدثهم عن العدالة والحرية والديمقراطية، في الوقت الذي يبصم فيه أوباما نفسه بأصابعه العشرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل المغتصب، بشرعية الاحتلال، والمستوطنات، والحصار المضروب على فلسطين، ومباركة الدولة اليهودية الدينية العنصرية المبنية على أنقاض وجماجم وعظام الفلسطينيين؟!
إنّ أوباما اليوم في أزمة، والصهاينة في أزمة، والعملاء والخونة والأذناب في أزمة، والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينادي بها الغرب في أزمة!!
إنّ الأمل الوحيد في الله عز وجل، ثمّ في تلك الصدور العارية التي أسقطت الطُّغاة من عروشها. وإنّ غداً لناظره قريبُ.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *