صاحب البصمة الذهبية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سليم سعيد هلابي[/COLOR][/ALIGN]
لا يختلف اثنان ممن عملوا في بلاط صاحبة الجلالة منذ بداية عهد المؤسسات الصحفية في ثمانينيات القرن الهجري الماضي أن الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي – شفاه الله- مدير التحرير السابق لجريدة المدينة والكاتب المعروف تحت عنوان الفلك يدور في الزميلة المدينة هو صاحب بصمة ذهبية في صحافة المؤسسات بدون شك وقد تخرج على يديه كل من عمل معه في صحيفة المدينة الغراء والتي كانت في مقدمة الصحف السعودية على الإطلاق إذ أنه كان يعتبرهم زملاءه وتلامذته في آن معا وكان يهتم أكثر بالمستجدين إذ يقوم شخصيا بمراجعة أخبارهم وتحقيقاتهم بنفسه حتى يتأكد من مستوياتهم وإمكانياتهم الثقافية , وكان يطلب ممن تكثر أخطاؤه أن يعيد كتابة الخبر من جديد وكان ذلك تعليم مباشر وعلى رأس العمل كل ذلك يتم بأسلوب هادئ إضافة إلى أنه كان يمنح الجيدين ثقته الكاملة ويشجعهم على الإبداع والانطلاق , كما أنه نظم العمل في الجريدة إذ أنشأ قسم المحليات تحت رئاسة الزميل الأستاذ (الدكتور حاليا) هاشم عبده هاشم بجانب عمله كمحرر رياضي وكلف الأستاذ أحمد محمد محمود برئاسة قسم الشؤون الخارجية بجانب عمله كمحرر للصفحة الإسلامية تحت عنوان ( معه إلى النور) .
لقد كانت أسرة تحرير المدينة أسرة رائعة متجانسة يسودها الحب والاحترام وكان الأستاذ صلاح الدين هو الجوكر بين هذه الأسرة أو رئيس التحرير غير المتوج كما وصفه أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان يرحمه الله ذات مرة , وكانت هذه الأسرة تضم بجانب الزميلين د. هاشم عبده هاشم والأستاذ أحمد محمد محمود كلا من الزملاء الأساتذة سباعي عثمان رحمه الله وعلي القرعاوي رحمه الله وعبد الله القنيعير ود. علي عمر جابر والزميل الأستاذ علي خالد الغامدي إضافة إلى الأستاذين عبد الحميد سلامة وعبد الوهاب أبو زنادة وكان الأستاذ علي محمد حسون رئيس تحرير هذه الصحيفة مديرا لمكتب المدينة وفي مكتب الرياض كل من الزملاء محمد عبد الله الطيار وعلي الشدي وعبدالله بامهر، وكنت في ذلك الوقت في بداية حياتي العملية أعمل كمصحح بالجريدة مع الزميلين أحمد الظاهري وإبراهيم بدوي وكان أستاذنا صلاح الدين يداوم حتى وقت متأخر من الليل ومع ذلك فكان يبكر صباحا أحيانا قبل أن ينتهي دوامنا كمصححين .. ورغم مستواه الممتاز في اللغة العربية فإنه لم يكن يستنكف أن يسألنا كمصححين إذا ما شك في موقع كلمة ما من الإعراب وكنا نجد حرجا في أن نصحح لأستاذنا الكبير وكانت المسألة بالنسبة له أن ليس هناك كبير على العلم ففوق كل ذي علم عليم .
وأخيرا لا يسعنا في هذه العجالة إلا أن ندعو له بالشفاء العاجل وهو يرقد على سرير المرض في بلاد العم سام متمنين عودته إلى أرض الوطن سالما معافى آمين يا أكرم الأكرمين ..
التصنيف: