[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

** أنستكم \”الزحمة\” .. أو الوفرة؟!
هكذا تبدو له شوارع المدينة المنورة مع بداية كل موسم حج ذلك \”الموسم\” الذي فقد \”طعمه\” وحيويته وخصوصيته بذلك الاهتمام \”المفرح\” ابتداء من صاحب الدكان الذي يفتح دكانه أربعة وعشرين ساعة وبجواره ابنه في مقدمة \”صبيانه\” مروراً باصحاب \”البيوت\” الذين يؤهلون منازلهم لسكن الحجاج ويكتفون بغرفة أو حتى احداث \”صندقة\” في السطوح وبأولئك الشباب الذين يهرعون بالحجاج الى أماكن الزيارة مروراً بكل هؤلاء حتى الوصول الى \”الدليل\” الذي تراه سعيداً بحجاجه فيستقبلهم عند باب العنبرية أو في \”المناخة\” يشعر أن هؤلاء أهله الذين غاب عنهم أو هم الذين غابوا عنه لمدة عام بذلك التلاحم الذي يميز العلاقة بينهما فتراه هو وابناءه وخدمه يحفون بهم على مدى الليل والنهار فلا يكاد يغمض له جفن. تلك العلاقة التي كانت تربط الحاج بالدليل متمثله في اهتمامه بذلك \”الحاج\” المريض الذي يذهب به الى المستشفى في عناية خارقة أو ذلك الحاج الذي يريد أن يذهب الى زيارة بدر فتراه يحضر له تلك السيارة الخاصة للذهاب به الى هناك بعد أن يكون قام بتزويره للمسجد النبوي الشريف والى البقيع والى قباء والمساجد السبعة وأحد.
هذا التلاحم بين الدليل والحاج الذي فقد الآن واصبحت هذه الزحمة لا طعم لها ولا رائحة. إنها رائحة من \”البلاستيك\” غير المعبرة عن أي شيء سوى هذا \”التزاحم\” في الشوارع الذي يصل الى حد \”الاقتتال\” حتى البائعين لا يشعرون بتلك السعادة التي كانت على وجوههم في تلك الأيام الخوالي لقد أصبح الحج \”هماً\” بعد أن كان \”فرحاً\” لا نعرف لماذا تحول الى هذا كله فتلك العلاقة التي نسجت بين الدليل وحجاجه لا تنقطع طوال العام فما أن ينتهي الحج حتى يرحل الدليل الى بلدان حجاجه ليواصل الترابط وتصبح العلاقة حميمية \”.
** هذا في موسم الحج لكن الزحمة امتدت الى هذا الوقت فأنت تشاهد الزائرين للمسجد النبوي الشريف بشكل ملفت إنه زمن – الوفرة – أدامها الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *