د. إبراهيم بن عبدالعزيز الدعيلج

حين يتم تعيين مدير جامعة جديد مثلاً أو مدير غرفة تجارية، أو مدير شركة أو رئيس نادٍ أدبي أو رياضي، أو رئيس جمعية أو جماعة، نراه يتجه بعد قليل بالمرفق الذي عين فيه مديراً أو رئيساً صوب الوجهة التي يريد.ولذلك نرى أن الجامعة أو الغرفة أو الشركة أو النادي أو الجمعية أو الجماعة تصطبغ بصبغته، بل تكاد تأخذ شكل شخصيته: قوة أو ضعفاً، شدة أو رخاوة، صعوبة أو مرونة، بل قد يصل الأمر إلى أن يصبح هذا المرفق مرفقه، يُشكله على النحو الذي يرغب، ويعين فيه أقاربه، ويقرب أصحابه وجيرانه وبني جلدته، إلى أن تنتهي فترته على الأقل.
* ما زال يحدث هذا في عصر تطورت فيه الدنيا بما يجري فيها من العمل الجماعي الجاد المنظم، الذي لا يعرف الفردية والأثرة والأنانية والفوضى. فالجامعة والغرفة والشركة والنادي والجمعية والجماعة صورة لمن يديرها، وتختلف هذه المرافق باختلاف مديرها، في توجهاتهم الخاصة والعامة. وكأن هذه المرافق لا لوائح ولا أنظمة لها تسيرها بصورة واحدة، ووجهة واحدة.
* وليست الدول الأوربية الغربية وحدها في عالمنا اليوم هي التي تطورت بتطور ما فيها من المرافق المختلفة، التي تعمل بنظام ودقة وجدية واحترام لكل شيء، وتلفظ الأنا والأنانية والمحسوبيات. بل كثير من الدول الشرقية كاليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا تطورت لأن المسؤولين فيها في كل مرافقها الصغيرة والكبيرة يعملون بروح الفريق الواحد، لا بروح المحسوبيات والشللية، وبالتوجهات الجماعية المخلصة للوطن، لا بالتوجهات الفردية المخلصة للأنا.
* إن دولة كماليزيا أو كوريا مثلاً تعمل فيها مرافقها كالجامعات والشركات مثلاً بالحس الوطني الصادق الذي يحرك وجدان المسؤولين فيها، ويخالط وعيهم، لا يمكن أن ترى فيها توجهاً بهذه المرافق التي عُينوا فيها صوب الوجهة التي يريدون، ولا تأخذ فيها هذه المرافق شكل الشخصيات التي يعينون فيها: قوة أو ضعفاً، شدة أو رخاوة، صعوبة أو مرونة، ولا نرى تعيينات لأقاربهم وأصحابهم وجيرانهم وبني جلدتهم.
* فعلينا إن أردنا أن نتطور ونواكب الآخرين أن نضع جميعاً اللوائح والأنظمة نصب أعيننا، وأن نكون مسؤولين نعمل بنظام وجدية واحترام بروح الفريق الواحد، وألا تكون توجهاتنا الجماعية فردية، أي لا نلوي أعناق اللوائح والأنظمة والناس لتحقيق ما نريد من المكاسب الشخصية، وأولها: أن يقال أنا هنا.
قبسة:
الوطنية بالمسؤولية الجماعية.
[ريتشارد والدنجتـون]
مكة المكرمة: ص ب: 233 ناسوخ: 5733335
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *