[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** لا أدرى ما هو دور (هيئة الصحفيين السعوديين) فيما سأقوله هنا، لكنني على أية حال أرى أن من المهم أن تنظر الهيئة العتيدة لهذه المسألة ولو من باب جبر الخواطر ليس إلا، فمسألة انتقال صحفي من مطبوعة الى اخرى كان ولازال يتم وفق اجراءات ليس لها ضابط شفاف وواضح للاعلام الصحفي، أو للشارع الصحفي بشكل عام، فاليوم فلان من الناس في صحيفة (س) وغداً يتم قبوله في صحيفة (ص) وترى اسمه على الأخبار التي يقدمها، في وقت قد يكون له أخبار لم تنشر بعد في صحيفته السابقة، ولربما نشرت في اليوم الذي انتقل فيه الى الصحيفة الاخرى أو اليوم الثاني، فترى اسمه هنا وهناك.
** هذه واحدة والثانية أن هناك من يغادر الصحيفة السابقة دون علمها ويباشر بالصحيفة الجديدة بالنسبة له وملفه وأوراقه واجراءات عمل راتبه او مكافأته جارية في موقعه الأولى، حتى يأتي من يقول للصحيفة الأولى ان صاحبكم قد انتقل لصحيفة أخرى، فيتم ايقاف راتبه أو مكافأته، وهذا في ظني لا يمكن ان يحدث في اي من مؤسساتنا العامة والخاصة إلا في عالم الصحافة هنا.
** والمسألة الاخرى ان حكاية (استلطاف) أهل الصحيفة الاخرى لك كصحفي ربما تسبق النظر الى مهنيتك كصحفي، وقد تكون (المعرفة) أو (الواسطة) هي السبيل المهم لك لان تنتقل الى صحيفة اخرى، وبأجر أكبر طبعاً، واما ان كنت فقط لا تملك هذه (المداخل) فإنك قد تتعب حتى يتم قبولك في الصحيفة الجديدة بالنسبة لك، في وقت نرى فيه الصحافة المحلية عندنا وهي تتماهى كثيراً في متابعة ونقد حالات الخلل القريبة من هذه المسألة في المؤسسات العامة والخاصة، لكنها – أي الصحافة – تنسى ان تنتقد نفسها، على طريقة (إذا كان خصمك القاضي فمن القاضي).
** إنني اسأل (هيئة الصحفيين السعوديين) وقد مضى على اشهارها ردح من الزمن، كيف لم تلتفت الى هذه المسألة، التي هي من صميم هموم الاخوة الصحفيين العاملين في الميدان، ولماذا لا يتم وضع أطر شفافة وواضحة لحكاية انتقال الصحفيين من صحيفة الى أخرى، ولماذا لا يكون ميدان الصحافة (نموذجاً) يحتذى أمام المجتمع، باعتبار الصحافة وكما يقال السلطة الرابعة، بحيث يكون هناك تنظيم واضح لقبول الصحفي الذي يريد الانتقال لصحيفة أخرى، من خلال أطر تنظيمية لا تحتاج الواسطة أو (استلطاف) الآخرين لك وانما تتم عملية القبول بناء على معايير علمية مهنية واضحة، ليس فيها مجال للغبن أو حتى التندر من حالة كهذه.
** واللافت أن بعض السعوديين يجد أبواباً موصدة امامه في عدد من الصحف التي يعمل فيها صحفيون غير سعوديين، ومع ذلك تجد الصحف تمارس (تنظيرها) ونقدها لمؤسسات المجتمع، فيما بابها بالأصل مخلوع، على طريقة ذلك النجار الطيب الذي يبذل العرق مدراراً لاصلاح أبواب الناس فقط دون أن يلتفت الى باب داره.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *