[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

ماذا جرى في الدنيا ومنذ زمن بعيد يصعد المندسون خلف كثير من الشخصيات من خلف الذين يكافحون ويعملون ليصنعوا لهم مستقبلاً، وهذا الصعود أثار الاكفاء والمخلصين للوطن لأنهم أصحاب الحقوق في هذا الصعود. وكذلك شد اهتمامهم طوال سنين طويلة، وكامن عواطفهم وهذا طبيعي لأنهم يرون حقوقهم تهدر تحت تستر بعض المسؤولين، وهذا ميزان لكل ضعف وكل قوة، وقد نتج عن هذا الخلط أن اختلطت في القضية أسباب الحق بالباطل، والعدل بالظلم، والصدق بالكذب حتى أصبحت لكل تناقض مضرباً لكل مثل.
غير أن الموضوع لازال يثير هواجس الناس ومخاوفهم.. وهذا غير طبيعي ولا تطمئن له النفوس، وتجزع منه.. ولا زالوا خائفين ولهم الحق أن يخافوا لأنهم يخشون في هذه الحالة ذات الأهمية الاستثنائية أن يختل لها التوازن والنظام، فتجر إلى اجراءات استثنائية ومن طبيعة الاستثناء أنه لا يعرف حداً، لأنه لا يعرف قاعدة بل هو ضد كل قاعدة.. ولايعبأ بعدل، أو مساواة لأنه لا مساواة مع استثناء ولا يخضع لضمان، لأنه لا يرى ضماناً إلا في هدم الضمانات ثم أن الاستثناء هو الفكاك من كل قيد فالاستثناء مهما تلطفنا في تسميته هو الظلم بعينه، لأنه يفتح الباب لكل شهوة.. وإلا على كل من له صلة بهذا الموضوع ويرى ما حصل أن يهز رأسه ويطرب لهذا القرار لأن الواحد منهم لا يملك حريته في الاعتراض ولكن لكل واحد له رأيه ويمكن للكل غضبه لكرامته وكرامة العدالة.لكن المجاملة على ما أعتقد داست على أصحاب الحقوق بأقدامها والاستثناء يأتي رغم أنف الجميع.
وهذا الموضوع نحتاج فيه التغيير الجديد الذي ننتظره في التطوير، وإلا فإن الجهات المعنية تسخر من الكفاءات. ولكن لا تعتقدوا أيها المتسلطون أن الأقلام المفيدة لا تستطيع أن تتكلم.. فالمسؤولون بشر.. يصيبون ويخطئون وليس من المستطاع أن يكونوا عالميين بكل شيء لذلك فهم محتاجون إلى المشورة وإلى النصيحة التي يتقدم بها الأمناء الأكفاء ولابد أن تُقبل نصائحهم.. لا أن تُقبل الوساطات، وكان يجب أن تُجمع كثير من الآراء في هذا الشأن.. وللمسؤولين في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد طالما استشار أصحابه واستمع إليهم وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشير في كل شؤونه.. فقال يوماً لأصحابه أشيروا عليّ ودلوني على رجل استعمله في أمر قد دهمني فقولوا ما عندكم.
فيا اخواننا المسؤولين لقد انتهى عصر الرأي الواحد والاتجاه الواحد والصوت الواحد، فبلادنا والحمد لله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي حذرنا ألا نستسلم في الدفاع عن أخطائنا وأن يشعر كل واحد منا أنه حارس لوطنه، فاللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين واحفظ وطننا من كل سوء.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *